الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
908 -
خيل صيامٌ وخيلٌ غير صائمةٍ
…
تحت العجاج وأخري تعلك اللجما.
ومصام الفرس ومصامته: موقفه، ومنه قيل للريح إذا ركدت: صومٌ. وقيل في قوله تعالي: {إني نذرت للرحمن صومًا} [مريم: 26] أي إمساكًا بدليل قوله: {فلن أكلم اليوم إنسيًا} . وأما الصوم شرعًا: فإمساك جميع النهار من طلوع الفجر إلي غروب الشمس بشرائط مذكورةٍ في غير هذا.
فصل الصاد والياء
.
ص ي ب:
قوله تعالي: {حيث أصاب} [ص: 36] قد أدخله الراغب في هذه المادة والظاهر أنه ذوات الواو. وقد تقدم تفسيره في مادة (ص وب) وانه بمعني أراد.
ص ي ح:
قوله تعالي: {فأخذتهم الصيحة} [الحج: 83] هي الصوت الشديد، إما من ملك، كصيحة جبريل بأهل أنطاكية فماتوا وإليه الإشارة بقوله:{إن كانت إلا صيحةً واحدةً} [يس: 29]. وإما من رعدٍ، وإما من ريحٍ، وإما من غير ذلك. قوله:{يوم يسمعون الصيحة بالحق} [ق: 42] أي النفخ في الصور. والظاهر أنها النداء من الملك للعالم: يا أيها الناس قوموا لرب العالمين فيسمعه كل أحد. وهذه عبارته عن النفخة الثانية. قال بعضهم: وأصله تشقيق الصوت من قولهم: انصاح الخشب والثوب: إذا انشق وسمع منه صوتٌ. وصيح الثوب كذلك. ويقال: بأرض زيدٍ شجرٌ قد صاح: عبارةٌ عن طوله أي من نفسه للناظر كما بينها من دل علي نفسه بصياحه. ولما كانت الصيحة تفزع سامعها عبر بها عن الفزع. ومنه قوله: {فأخذتهم الصيحة مشرقين} [الحجر: 73] وصيح بفلانٍ أي فزع وأنشد لامرئ القيس: [من الطويل].
909 -
فدع عنك نهبًا صيح في حجراته
…
ولكن حديثًا ما حديث الرواحل.
ويقال: صاح فلانٌ في مال فلانٍ: إذا أهلكه.
ص ي د:
قوله تعالي: {لا تقتلوا الصيد} [المائدة: 95] أي الوحش المصيد، فعبر عنه بالمصدر نحو: درهمٌ ضرب الأمير. قال الهروي: هو اسم المصيد ما كان ممتنعًا ولم يكن له مالكٌ وكان حلالًا أكله. فإذا اجتمعت فيه هذه الحلال فهو صيدٌ. وقال الراغب: الصيد مصدر صاد وهو تناول ما يظفر به مما كان ممتنعًا، وفي الشرع تناول الحيوانات الممتنعة مما لم يكن مملوكًا. والمتناول منه ما كان حلالًا. قال: وقد سمي الصيد صيدًا بقوله: {أحل لكم صيد البحر وطعامه} [المائدة: 96]. وأما الصيد المنهي عنه المحرم فما كان مأكولًا، قال الراغب: الصيد في هذه المواضع مختصٌ بما يؤكل لحمه فيما قال الفقهاء بدلالة ما روي: ((خمسٌ يقتلوهن [المحرم] في الحل والحرم: الحية والعقرب والفأرة والكلب العقور والذئب)) والأصيد: من عنقه مائلٌ والجمع صيدٌ، وعبر عن المتكبر بما تقدم في الصعر. والصيدان: برام الأحجار، وأنشد:[من الطويل].
910 -
وسودٍ من الصيدان فيها مذانب.
ويقال فيه صادٌ أيضًا، وأنشد:[من الطويل].
911 -
رأيت قدور الصاد حول بيوتنا.
والصاد أيضًا بمعني الأصيد. وفي الحديث: ((كما يذاذ البعير الصاد)) قال ابن السكيت: هو داءٌ يصيب الإبل منه أنوفها وتسمو رؤوسها.
ص ي ر:
قوله تعالي: {فصرهن إليك} قدم تقدم أنه لغةٌ في صار يصور، بمعني الإمالة أو القطع. قيل: وأصله من الصير وهو الشق وفي الحديث: ((من اطلع من صير بابٍ)) أي من شقه. والشق والقطع يتقاربان. والصير أيضًا: الصحناة، وقد فسر به الحديث:((أنه عليه الصلاة والسلام مر بصيرٍ فذاق منه)) ولما قال المثني بن حارثة: ((إنا نزلنا بين الصيرين: اليمامة والسمامة. قال له رسول الله صلي الله عليه وسلم:)) ما هذان الصيران؟ مياه العرب ومياه كسري ((والصير [الماء] الذي يحضره الناس، صار القوم الماء: حضروه. وأنشد للأعشي: [من المتقارب].
912 -
وروض التناضب حتى تصيرا.
وصار إلي كذا: انتهي إليه قوله تعالي: {إليه المصير} [غافر: 3] كقوله: {وأن إلي ربك المنتهي} [النجم: 42] ومنه: صر الباب لمصيره الذي ينتهي إليه في تنقله وتحركه. وصار من الأفعال الناقصة ككان يدل علي تحول الموصوف من صفةٍ إلي أخري، كقولك: صار الطين خزفًا. ومصدرها الصيرورة مثل الكينونة، والأصل صرورة وكنونة. وقد مر ذلك في باب الياء.
ص ي ص:
قوله تعالي: {من صياصيهم} [الأحزاب: 26] هو جمع صيصة وهي الحصن.
وكل ما يتحصن به ويمتنع فهو صيصةٌ. وبهذا الاعتبار قيل لقرن البقر صيصةٌ ولشوكة الديك التي في رجله بها صيصةٌ. وفي الحديث، وقد ذكر فتنةً، فقال:)) كأنها صياصي
بقرٍ ((شبهها به في الشدة وصعوبة الأمر، وقال أبو هريرة في أصحاب الدجال:)) شواربهم كالصياصي ((يعني في الطول كقرون البقر مما يوفرونها.
ص ي ف:
قوله تعالي: {رحلة الشتاء والصيف} [قريش: 2] كانت قريشٌ يرحلون رحلتين واحدةً في الشتاء إلي اليمن وأخري في الصيف إلي الشام. ولعمري لقد أصابوا حيث جعلوا هذا الفصل الحار في هذا الإقليم البارد والعكس، فامتن الله عليهم بذلك بأن أمنهم في هاتين الرحلتين. والصيف هو الفصل المقابل للشتاء. وما قرب منه وهو الربيع.
وإن كان ابن قتيبة غلط الناس فيه وسماه الخريف. وليس المراد فصل الشتاء وحده، وهو نزول الشمس في الجدي والدلو والحوت، ولا فصل الصيف وحده، وهو نزول الشمس الأسد والسرطان والسنبلة. وإنما المراد- والله أعلم- ما ذكرته. وصافوا: حصلوا في الصيف. وأصافوا: دخلوا فيه، والمطر الآتي فيه صيفي، كالآتي في الربيع ربعي. وفي الحديث:((فصاف عنه)) أي عدل، من صاف السهم: إذا لم يصب الرمية.