الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وبهذا البيت يتضح ما قال ابن عباس.
فصل الضاد والجيم
.
ض ج ع:
قوله تعالي: {تتجافي جنوبهم عن المضاجع} [السجدة: 16] جمع مضجع، وهو موضع الاضطجاع أي النوم علي الجنب. وصفهم بكثرة العبادة ليلًا كقوله:{كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون} [الذاريات: 17]. قوله: {واهجروهن في المضاجع} [النساء: 34] أي المرقد. ويقال: أضجعه يضجعه أي أماله. واضطجع أي افتعل فقلبت التاء طاءً لحرف الإطباق. وشذ إدغامه فقيل: الطجع وأنشد: [من الزجر].
914 -
لما رأي أن لا دعه ولا شبع
…
مال إلي إرطاة حقفٍ فالطجع.
وقال الأعشي: [من البسيط].
915 -
عليك مثل الذي صليت فاغتمضي
…
يومًا فإن لجنب المرء مضطجعا.
ويروي ملطجعا ومصطرعا. والضجيع بمعني المضاجع، كالخليط والجليس بمعني المخالط والمجالس والضجعة المرة، والضجعة الهيئة.
فصل الضاد والحاء
.
ض ح ك:
قوله تعالي: {فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون} [المطففين: 34].
ضحكهم كنايةٌ عن السخرية والحقارة لهم، وذلك أنهم كانوا في الدنيا علي العكس، وشتان ما بين السخريتين. والضحك أصله انبساط الوجه وتكشر الأسنان لسرور النفس وانشراحها. ولظهور بعض الأسنان عنده سميت مقدمات الأسنان ضواحك، ثم استعير للسخرية المجردة كما تقدم. يقال: رجلٌ ضحكة- بفتح العين-: إذا أكثر الضحك من غيره وبسكونها لمن يضحك منه. وقد يستعمل في السرور المجرد ومنه قوله تعالي: {مسفرةٌ ضاحكةٌ} [عبس: 38 - 39] واستعماله في الأناسي علي استعارة التخيل وهو في الحيوان أقرب. وأنشد: [من الرمل].
916 -
تضحك الضبع [لقتلي هذيلٍ]
…
وتري الذئب لها يستهل.
وذلك كنايةٌ عن قلة غنائهم، وأنهم ليسوا أبناء ضربٍ لأن الضبع والذئب اعتادا ألا كل منهم في المعركة وقد استعر ذلك في الجماد. وأنشد للأعشي:[من البسيط].
917 -
يضاحك الشمس منها كوكبٌ شرقٌ
…
مؤزر بعميم النبت مكتهل.
سمي تلألؤها ضحكًا. وضحك الغدير: تلألأ من امتلائه. وطريقٌ ضحوكٌ، أي واضحٌ ضد العبوس للطامس الأعلام، واستعير أيضا لمجرد التعجب لأنه مسببٌ عنه غالبًا.
وهذا قصد من قال: الضحك مختصٌ بالإنسان. وأما بإسناده إلي الله تعالي في قوله عليه السلام: ((ضحك الله)) فاستعارةٌ لرضاه. قوله تعالي: {فضحكت} [هود: 71] هو علي بابه فعلت ذلك سرورًا بالولد وقيل: بل حاضت. قال بعضهم محققًا لذلك: وضحكها كان للتعجب، ويدل علي ذلك قوله تعالي:{إن هذا لشيءٌ عجيبٌ} [هود: 72] وقول من قال: حاضت فليس ذلك تفسيرًا لقوله: ضحكت كما تصوره بعض المفسرين فقال ضحكت بمعني حاضت. وإنما ذكر ذلك تنصيصًا لحالها فإنه جعل ذلك
أمارةً لما بشرت به فحاضت في الوقت ليعلم أن حملها ليس منكًرًا إذا كانت المرأة ما دامت تحيض فإنها مظنة للحبل.
قلت: الصائر لذلك مجاهد بن جبريل تلميذ ابن عباسٍ. وحكي: حاضت الأرنب وضحكت بمعني والأضحوكة كالأعجوبة.
ض ح و:
قوله تعالي: {والضحى} [الضحى: 1] هو امتداد الشمس وقيل: امتداد النهار، وهما متلازمان. وقوله تعالي:{وأخرج ضحاها} [النازعات: 29]{والشمس وضحاها} [الشمس: 1] أي ضوءها ونورها. و {الضحى} بضم مقصورٌ، قال الهروي وإذا فتحت مددت، وظاهره أنهما بمعني. والضحاء فوق الضحى. وقال الراغب: الضحاء كالغداء: وهو الطعام المأكول في وقت الضحى، كما أن الغداء الطعام المأكول وقت الغداة. ويقال: ليلة إضحيانةٌ وإضحيانٌ وضحيانةٌ وضحياء، أي مضيئةٌ كإضاءة الضحى. ويوم إضحيانٌ أيضًا وضحيانٌ: لا غيم فيه.
قوله: {وأن يحشر الناس ضحي} [طه: 59] إنما قال ذلك وثوقًا بنصر الله له، فوعدهم في وقتٍ ظاهرٍ لكل أحدٍ وهو وقت نشاطٍ أيضًا. والضحى مؤنثةٌ، يقال: ارتفعت الضحى، وكتابتها بالياء لأجل إمالتها وإمالتها لأجل تواليها. وتصغر علي الضحى، وكان حقها أن تؤنث كقديدة إلا أنها شذت شذوذ فويس وغريب في أخواتٍ له. قوله:{ولا تضحي} [طه: 119] أي لا تبرز للضحى. وحقيقته أنه مصونٌ من الشمس وهو أمرٌ يبتغي عند العرب لحر بلادهم. والأضحية: ما يضحي به أي يذبح.
وسميت بذلك شرعًا لذبحها وقت الضحى. قال بعضهم: تسميتها بذلك في الشرع لقوله عليه الصلاة والسلام: ((من ذبح قبل صلاتنا هذه فليعد)) والجمع أضاحٍ وضحية وضحايا وأضحاة وأضحي والضواحي: النواحي البارزة، الواحدة ضاحية وضاحية كل شيءٍ ناحيته البارزة.