الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من: ضاره يضوره، أي ضاره يضيره. وفي الحديث:((دخل علي امرأةٍ وهي تتضور من شدة الحمي)) أي تظهر الضير الذي بها وتضطرب، تفعلٌ من الضور بمعني الضير والضر. وقيل: التضور: التضعف، من قولهم: رجلٌ ضورةٌ وامرأةٌ ضورةٌ.
فصل الضاد والياء
.
ض ي ر:
قوله تعالي: {قالوا لا ضير} [الشعراء: 50]، الضير بمعني الضر والضرر والضور.
يقال: لا ضير ولا ضر ولا ضرر ولا ضور ولا ضارورة، كله بمعني واحدٍ، وقد تقدم.
ض ي ز:
قوله تعالي: {تلك إذًا قسمةٌ ضيزي} [النجم: 22] أي ناقصةٌ، وقيل: جائزةٌ.
يقال: ضازه يضيزه أي جار عليه في القسمة، وأصلها ضيزي فقلبت الضمة كسرةً، وإنما قيل ذلك إذ ليس في كلامهم فعلي صفةً بل فعلي. وقرأ ابن كثيرٍ ((ضئزي)) فقيل: قراءة الجماعة مخففةٌ منها، وقيل: لغتان، ضازه يضازه. وقد أتقنا هذا في ((الدر)) و ((العقد)) والحمد لله.
ض ي ع:
قوله تعالي: {أنا لا نضيع أجر من أحسن عملًا} [الكهف: 30]. يقال: ضاع الشيء يضيع ضياعًا: إذا فقد ولم يعلم موضعه، واستعمل في الإبطال كالإضلال فيقال: أضاع عمله وضيعه. وقيل لبلدة الرجل التي يأخذ غلتها ضيعته، باعتبار إذا لم يتفقدها ضاعت. وجمعها ضياعٌ. وتضيع الريح: هبت هبوبًا كأنها ضيعت ما هبت عليه.
وأما التضوع ففوح الرائحة، وليس من هذا. وقال الهروي: ضيعة الرجل: ما يكون منه معاشه من صناعةٍ أو غلةٍ. ونقل عن شمرٍ أنه يدخل في ذلك الحرفة والتجارة. ويقال:
ما ضيعتك؟ فيقال: كذا. وفي الحديث: ((أفسد الله ضيعته)) وفيه أيضًا: ((من ترك ضياعًا)) وهو مصدرٌ وقع موقع الوصف، أي ضائعًا، وأن كسر صار جمع ضائع نحو جائع وجياع.
قوله: {أضاعوا الصلاة} [مريم: 59] قيل: أخروها عن وقتها المحدود لها شرعًا، فكيف بمن ترك؟ ويدخل في ذلك من لم يحافظ علي شروطها. وربما يدخل من لم يواظب علي سننها.
ض ي ف:
قوله تعالي: {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم} [الذاريات: 24] سماهم ضيفًا وهم ملائكةٌ، يقال إنهم جبريل وميكائيل وملك الموت، لأنهم أتوه في صورة الضيف، والمضيف الذي يأتي زائدًا مع الضيف من غير استدعاءٍ وهو الطفيلي، وزادوا فيه النون منبهةً علي ذلك. وأصل الضيف مصدرٌ بمعني الميل. يقال: ضعفت إلي كذا وأضفته وأنشد لامرئ القيس: [من الطويل].
929 -
فلما دخلناه أضفنا ظهورنا
…
إلي كل حاري [قشيبٍ مشطب].
ومنه الإضافة النحوية، لأن فيها إمالة أحد الاسمين إلي الآخر علي المجاز. وضافت الشمس للغروب: مالت وتضيفت. ومنه الحديث: ((نهي عن الصلاة إذا تضيفت الشمس)). أي مالت. وضاف السهم عن الهدف، فسمي الضيف ضيفًا لميله إلي من ينزل به. وصارت الضيافة متعارفة في القري. ووحد الضيف لأنه مصدرٌ، وقد جمع فقيل: أضيافٌ وضيوفٌ وضيفانٌ. يقال: أضفته وضفته بمعني واحدٍ. وقيل: ضيفته: أنزلته منزلة الأضياف. قال تعالي: {فأبوا أن يضيفوهما} [الكهف: 77]. وقد فعل اللئام
الأمرين بنبي الله ووليه. وأضاف من الأمر: أشفق منه أيضًا. وضاف لغةٌ فيه. وجاء اثنان لعلي رضي الله عنه فقالا: ((أتيناك مضافين)) ففهم عنهما فأمنهما. والمضوفة: الأمر الذي يشفق منه. فإن كان أضاف بمعني أشفق منه فتلك مادة أخري.
ض ي ق:
قوله تعالي: {ولا تك في ضيقٍ مما يمكرون} [النحل: 127]. الضيق والضيق- بالفتح والكسر- ضد السعة. وغلب استعمال الضيقة في الفقر والبخل والغم ونحو ذلك. وقال ابن عرفة: ضاق الرجل: بخل، وأضاق: افتقر، كأنه صار ذا ضيقةٍ.
ونقل الراغب أنه يقال في الفقر ضاق وأضاق فهو مضيقٌ، واستعمل ذلك. كما أنهم استعملوا الوسع في ضده، قال تعالي:{وضاق بهم ذرعًا} [هود: 77] كنايةٌ. عن غمه عليه الصلاة والسلام بما يلاقي من قومه بسببهم. قوله: {وضائقٌ به صدرك} [هود: 12] عدل عن ضيقٍ إلي ضائقٍ دلالةً علي حدوث ذلك وتجدده لإثباته واستقراره.
قوله: {ضاقت عليهم الأرض بما رحبت} [التوبة: 118] من أبلغ كلامٍ مرشحٍ، صور أن الأرض كلها صارت مجالًا لهم ومع ذلك أحسوا بضيقها، ثم لم يكتف بذلك حتى رشحه بقوله:{بما رحبت} يعني ما رحبها وسعتها.
قوله: {وضاقت عليهم أنفسهم} [التوبة: 118] مثلٌ في شدة الخناق وسد طريق الفرج، جعل أنفسهم شيئًا يوصف بالسعة والضيق تمثيلًا، قوله:{يجعل صدره ضيقًا حرجًا} [الأنعام: 125] وقرئ مخفف الياء كميتٍ وميتٍ إشارةً إلي ضيق النفس المذكور. وجعله حرجًا مبالغةً في ذلك، عكس من وصفه بأن شرح له صدره. والمراد التعميمة والتحير علي من أراد إضلاله والتبصرة والدلالة لمن أراد هدايته. ولا دليل أوضح منه علي مذهب أهل السنة كما بيناه في غير ذلك. وقال ابن السكيت: الضيق والضيق بمعني واحدٍ كما تقدم. وعن الفراء: المفتوح ما ضاق عنه صدرك، والمكسور الذي
يتسع ويضيق كالدار والثوب. وقوله: {وضاق بهم ذرعًا} أصله من ذرع الناقة. وهو خطوها. فإذا أعيت قيل: ضاق ذرعها ومذارعها: قوائمها. فجعل مثلًا لمن ضاق صدره وعجز وقلت حيلته. وذرعًا تمييزٌ محمولٌ من الفاعلية إذ الأصل: ضاق ذرعه.
قوله: {ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن} [الطلاق: 6] يشمل التضييق في النفقة وفي المعاشرة وأي ضيقٍ أضيق منهما؟.