الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأولى وما يكون في النشأة الآخرة. وخص الدنيء بالحقير القدر ويقابل به السيد. وتأنيت بين الأمرين. وأدنيت أحدهما من الآخر. وما روي: "إذا أكلتم فدنوا" أي فقربوا أكلكم مما يليكم. قوله:} وجنى الجنتين دانٍ {[الرحمن: 54] أي قريب التناول قد تدلى لجانيه: قوله:} في أدنى الأرض {[الروم: 3] أي أقربها إلى بلاد العرب. يريد أرض الشام. قوله:} يدنين عليهن من جلابيبهن {[الأحزاب: 59] أي يقربنها للتغطية والتستر بها ليعرفن أنهن حرائر. قوله:} إنا زينا السماء الدنيا {[الصافات: 6] أي القريبة من أهل الأرض. والدنيء كالدني وهو الخسيس.
فصل الدال والهاء
د هـ ر:
قوله تعالى:} وما يهلكنا إلا الدهر {[الجاثية: 24] أي إلا مرور الزمان لا ما يقوله الأنبياء. وكان القوم أجهل من ذلك. والدهر في الأصل اسم لمدة العالم من مبتداه إلى انقضائه. قال الراغب: ومنه قوله تعالى:} هل أتى على الإنسان حين من الدهر {[الإنسان: 1]. وقد يعبر به عن المدة القليلة والكثيرة. ودهر فلانٍ: مدة حياته. واستعير للمدة الباقية مدة الحياة فقيل: ما دهري بكذا.
وحكي الخليلٍ: دهرت فلانًا نائبة دهرًا، أي نزلت به. فالدهر هنا مصدر. وفي معناه: دهدره دهدرًة، ودهر داهر ودهير. وقوله عليه الصلاة والسلام:"لا تسبوا الدهر فإن الدهر هو الله" تأوله على ما قال أبو عبيد أن العرب كانت تنسب الحوادث إلى الدهر فيقولون: أهلكه الدهر، وأصابتهم قوارع الدهر. فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي يفعل
ذلك بهم في الحقيقة هو الله تعالى، فإذا سبوا الدهر معتقدين أنه فاعل ذلك فإنما سبوا الله تعالى. وقال آخرون: الدهر الثاني مصدر واقع موقع الفاعل. والتقدير: فالدهر أي مدبر الأمور ومصرفها، وموقع الحوادث في الدهر، ومفيض النعم فيها هو الله تعالى. والأول أولى.
د هـ ق:
قوله:} وكأسًا دهاقًا {[النبأ: 34] أي ملأى؛ يقال: دهقت الكأس دهقًا ودهاقًا أي ملأتها. قاله الحسن، وقال مجاهد: متتابعًا، والأول أشهر. ويقال: أدهقته أيضًا فدهق.
د هـ م:
قوله تعالى:} مدهامتان {[الرحمن: 64] أي خضراوان شديدتا الري، أي غلب عليهما لون السواد. والعرب تقول للشجر: السواد، لخضرتها. ومنه سواد العراق لاخضرار أشجاره. فيعبر بالدهمة عن الخضرة الكاملة اللون، كما يعبر بالخضرة عن الدهمة الناقصة اللون. يقال: ادهام الليل يدهام ادهيمامًا. فافعال أبلغ من افعل، وذلك أن احمار أبلغ من أحمر، وكأن زيادة الحرف زيادة في المعنى. وقد أتقنا هذا في مسألة الرحمن الرحيم في غير هذا الموضوع.
وقولهم: دهمه الأمر أي فاجأه بشدةٍ مظلمةٍ. والدهم: الغائلة، والدهيماء: الداهية.
د هـ ن:
قوله تعالى:} وردًة كالدهان {[الرحمن: 37] قال الفراء: الدهان جمع دهنٍ شبهها في اختلاف ألوانها بالدهن في اختلاف ألوانه. وكذا قال الزجاج: تتلون من الفزع
كما تتلون الدهان المختلفة بدليل قوله تعالى:} يوم تكون السماء كالمهل {[المعارج: 8] أي كالزيت المغلي. وقيل: الدهان: الأديم الشديد الحمرة. قال الفراء في قول الشاعر: [من الكامل]
511 -
ومخاصم قاومت في كبد
…
مثل الدهان فكان لي العذر
الدهان: الطريق الأملس ههنا. وأما في القرآن فالأديم: الأحمر الصرف. قوله تعالى:} أنتم مدهنون {[الواقعة: 81] أي منافقون لا ينون، وقيل: مكذبون. وقوله:} ودوا لو تدهن فيدهنون {[القلم: 9]. أي تلاينهم فيلاينوك. وأصل ذلك من الدهن الذي يمسح به رأس الإنسان. فيقال: دهنته وأدهنته أي مسحته بالدهن. ثم جعل ذلك عبارًة عن الملاينة وترك المجادلة والمداراة، كما جعل التقريد: وهو نزع القراد عن البعير عبارًة عن ذلك. والمدهن: ما يجعل فيه الدهن، وهو أحد ما جاء من الآلة على مفعل كالمنخل والمسقط، وشبه به ما يستنقع فيه ماء قليل مما نقره في الجبل. فقيل: المداهن جمع مدهن. وفي الحديث: "وقد نشف المدهن". ومن لفظ الدهن استعير الدهين للناقة القليلة اللبن، فيجوز أن تكون بمعنى الفاعل، أي تعطي من اللبن قدر ما تدهن به لقلته. أو بمعنى مفعوله أي كأنها دهنت باللبن لقلته كما يدهن بالدهن، والثاني أقرب لعدم التاء. ودهن المطر الأرض إذا كان قليلاً من ذلك كالدهن يدهن به الرأس. قوله:} تنبت بالدهن {[المؤمنون: 20] الدهن: الزيت، وكل ما كان من الأشياء الذميمة يسمي دهنًا كالشيرج. وجمعه أدهان أو دهان نحو: رمح ورماح وقرئ "تنبت" من أنبت ثلاثيًا على معنى تنبت. وفيها الدهن أي ما يعتصر منه الدهن وهو