الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كقوله في المصراة: ((وصاعًا من طعام لا سمراء)) أي من تمر لا حنطة؛ فالتمر عند الشرع طعام. قلت: ويمكن أن يكون من قلب الدليل، وإن قوله:((لا سمراء)) أي لا حنطة، فلولا تبادر الفهم إلى إختصاص الطعام بها لما أخرجها. وفي الحديث:((طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة)) أي شبع الواحد ويؤيده ما قال عمر في تفسير عام الرمادة: ((لقد هممت أن أنزل على أهل كل بيٍت عددهم فإن الرجل لا يهلك على نصف بطنه)).
ط ع ن:
قوله تعالى: {وطعنوا في دينكم} [التوبة: 12] أي عابوه وثلبوه، وهو استعارة من طعنك بالرمح ونحوه. يقال: طعن يطعن، بالضم. وأنشد لامرئ القيس:[من الطويل]
945 -
وليس بذي رمحٍ فيطعنني به
…
وليس بذي سيف وليس بنبال
فاستعير ذلك للكلام فيقال: طعن في نسبه. ومكن الحاكم الخصم من الطعن في الشاهد. وبعضهم فرق في المضارع بين الطعنين فقال: يطعن بالرمح- بالضم- وفي النسب- بالفتح-، وليس يثبت. وتطاعنوا واطعنوا؛ افتعال منه فأبدلت التاء طاء. وفي الحديث:((فناء أمتي بالطعن والطاعون)) قيل: هو فساد الماء أو الهواء ولذلك يعم فناؤه. وعام الطاعون معلوم. وقيل: عبر بالطعن عن الفتن فإنها إذا قامت تطاعنوا.
فصل الطاء والغين
ط غ و:
قوله تعالى: {ويمدهم في طغيانهم} [البقرة: 15] أي في ضلالهم. وأصل الطغيان مجاوزة الحد في كل شيء، وغلب في تزايد العصيان. قال تعالى:{إنا لما طغى الماء} [الحاقة:11] أي تزايد على حده. {فأهلكوا بالطاغية} [الحاقة: 5] أي
بطغيانهم، فهي مصدر كالعاقبة. وقال الراغب:{فأهلكوا بالطاغية} إشارة إلى الطوفان المعبر عنه بقوله: {إنا لما طغى الماء} ، وفيه نظر من حيث إن المهلك بالطاغية غير المهلك بالطوفان، وهو واضح إلا أن يريد فيه مجرد الاستعارة. قوله تعالى:{وقوم نوحٍ من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى} [النجم: 52] تنبيه أنهم كانوا أشد طغيانًا، ومع ذلك لم ينجهم من طغيانهم. قوله:{إن الإنسان ليطغى} [العلق: 6] أي يتزايد في طغيانه إذا كثر ماله.
قوله: {ربنا ما أطغيته} [ق: 27] أي ماحصلته له. قوله: {كذبت ثمود بطغواها} [الشمس:11] أي بطغيانها؛ فهو مصدر كالدعوى والبلوى. وفيه تنبيه أنهم لم يصدقوا إذ خوفهم بعقوبة طغيانهم. قوله: {ما زاغ البصر وما طغى} [النجم: 17] أي لم يتجاوز حده وقصده.
قوله: {فمن يكفر بالطاغوت} [البقرة: 256] قيل: الطاغوت: الصنم. وقيل: كل ما عبد من دون الله، وليس هذا تفسيرًا لموضوع اللفظ بل أطلق عليه مبالغة. وأصل الطاغوت مصدر بني على فعلوت مبالغة كالملكوت والرغبوت. وأصله طغووت أو طغيوت فقلبت الكلمة بأن أخرت عينها إلى موضع لامها ولامها إلى موضع عينها، فصارت طغيوتًا أو طيغوتًا، فتحرك حرف العلة وانفتح ما قبله فقلبت الفاء؛ فوزنه بعد القلب فلعوت. وقيل: هو فعلوت، وتحقيقه في غير هذا؛ فلامه واو أو ياء بدليل قولهم: طغوت وطغيت طغوانًا وطغيانًا، ولغة القرآن الياء؛ قال تعالى:{فما يزيدهم إلا طغيانًا كبيرًا} [الإسراء: 60]. ويكون واحدًا ويكون جمعًا، ويذكر ويؤنث؛ قال تعالى:{والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت} [البقرة: 257] فأخبر عن جمعٍ. وقال تعالى: {والذين اجتبوا الطاغوت أن يعبدوها} [الزمر: 17] فأنث، وفي موضعٍ آخر: {وقد