المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل السين والباء - عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ - جـ ٢

[السمين الحلبي]

فهرس الكتاب

- ‌باب الدال

- ‌[فصل الدال والهمزة]

- ‌[فصل الدال والباء]

- ‌[فصل الدال والثاء]

- ‌[فصل الدال والحاء]

- ‌[فصل الدال والخاء]

- ‌فصل الدال والراء

- ‌فصل الدال والسين

- ‌فصل الدال والعين

- ‌فصل الدال والفاء

- ‌فصل الدال والكاف

- ‌فصل الدال واللام

- ‌فصل الدال والميم

- ‌فصل الدال والنون

- ‌فصل الدال والهاء

- ‌فصل الدال والواو

- ‌فصل الدال والياء

- ‌باب الذال

- ‌فصل الذال والهمزة

- ‌فصل الذال والخاء

- ‌فصل الذال والراء

- ‌فصل الذال والعين

- ‌فصل الذال والقاف

- ‌فصل الذال والكاف

- ‌فصل الذال واللام

- ‌فصل الذال والميم

- ‌فصل الذال والنون

- ‌فصل الذال والهاء

- ‌فصل الذال والواو

- ‌باب الراء

- ‌فصل الراء والهمزة

- ‌فصل الراء والباء

- ‌فصل الراء والتاء

- ‌فصل الراء والجيم

- ‌فصل الراء والحاء

- ‌فصل الراء والخاء

- ‌فصل الراء والدال

- ‌فصل الراء والذال

- ‌فصل الراء والزاي

- ‌فصل الراء والسين

- ‌فصل الراء والشين

- ‌فصل الراء والصاد

- ‌فصل الراء والضاد

- ‌فصل الراء والطاء

- ‌فصل الراء والعين

- ‌فصل الراء والغين

- ‌فصل الراء والفاء

- ‌فصل الراء مع القاف

- ‌فصل الراء والكاف

- ‌فصل الراء والميم

- ‌فصل الراء والهاء

- ‌فصل الراء والواو

- ‌فصل الراء والياء

- ‌باب الزاي

- ‌فصل الزاي والباء

- ‌فصل الزاي والجيم

- ‌فصل الزاي والحاء

- ‌فصل الزاي والخاء

- ‌فصل الزاي والراء

- ‌فصل الزاي والعين

- ‌فصل الزاي والفاء

- ‌فصل الزاي والقاف

- ‌فصل الزاي والكاف

- ‌فصل الزاي واللام

- ‌فصل الزاي والميم

- ‌فصل الزاي والنون

- ‌فصل الزاي والهاء

- ‌فصل الزاي والواو

- ‌فصل الزاي والياء

- ‌باب السين

- ‌فصل السين والهمزة

- ‌فصل السين والباء

- ‌فصل السين والتاء

- ‌فصل السين والجيم

- ‌فصل السين والحاء

- ‌فصل السين والخاء

- ‌فصل السين والراء

- ‌فصل السين والطاء

- ‌فصل السين والعين

- ‌فصل السين والغين

- ‌فصل السين والفاء

- ‌فصل السين والقاف

- ‌فصل السين والكاف

- ‌فصل السين واللام

- ‌فصل السين والميم

- ‌فصل السين والنون

- ‌فصل السين والهاء

- ‌فصل السين والواو

- ‌فصل السين والياء

- ‌باب الشين

- ‌فصل الشين والهمزة

- ‌فصل الشين والباء

- ‌فصل الشين والتاء

- ‌فصل الشين والجيم

- ‌فصل الشين والحاء

- ‌فصل الشين والخاء

- ‌فصل الشين والدال

- ‌فصل الشين والراء

- ‌فصل الشين والطاء

- ‌فصل الشين والعين

- ‌فصل الشين والغين

- ‌فصل الشين والفاء

- ‌فصل الشين والقاف

- ‌فصل الشين والكاف

- ‌فصل الشين والميم

- ‌فصل الشين والنون

- ‌فصل الشين والهاء

- ‌فصل الشين والواو

- ‌فصل الشين والياء

- ‌باب الصاد

- ‌فصل الصاد والباء

- ‌فصل الصاد والحاء

- ‌فصل الصاد والخاء

- ‌فصل الصاد والدال

- ‌فصل الصاد والراء

- ‌فصل الصاد والطاء

- ‌فصل الصاد والعين

- ‌فصل الصاد والغين

- ‌فصل الصاد والفاء

- ‌فصل الصاد والكاف

- ‌فصل الصاد واللام

- ‌فصل الصاد والميم

- ‌فصل الصاد والنون

- ‌فصل الصاد والهاء

- ‌فصل الصاد والواو

- ‌فصل الصاد والياء

- ‌باب الضاد

- ‌فصل الضاد والهمزة

- ‌فصل الضاد والجيم

- ‌فصل الضاد والحاء

- ‌فصل الضاد والدال

- ‌فصل الضاد والراء

- ‌فصل الضاد والعين

- ‌فصل الضاد والغين

- ‌فصل الضاد واللام

- ‌فصل الضاد والميم

- ‌فصل الضاد والنون

- ‌فصل الضاد والهاء

- ‌فصل الضاد والواو

- ‌فصل الضاد والياء

- ‌باب الطاء

- ‌فصل الطاء والباء

- ‌فصل الطاء والحاء

- ‌فصل الطاء والراء

- ‌فصل الطاء والعين

- ‌فصل الطاء والغين

- ‌فصل الطاء والفاء

- ‌فصل الطاء واللام

- ‌فصل الطاء والميم

- ‌فصل الطاء والهاء

- ‌فصل الطاء والواو

- ‌فصل الطاء والياء

الفصل: ‌فصل السين والباء

وقوله تعالى: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} [الزخرف: 45] قيل: خوطب به ليلة الإسراء به، حيث صلى إمامًا بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وقيل: معناه: سل أممهم والأول أوجه.

س أم:

قوله تعالى: {لا يسأم الإنسان} [فصلت: 49] أي لا يمل، والسآمة: الملل، يقال: سئم زيدٌ فلانًا ومن فلانٍ. قال تعالى: {لا يسأم الإنسان من دعاء الخير} . وقال زهير بن أبي سلمى: [من الطويل]

683 -

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش

ثمانين عامًا -لا أبا لك -يسأم

وقيل: السآمة: الملالة مما يكثر لبثه فعلًا كان أو انفعالًا.

‌فصل السين والباء

س ب أ:

قوله تعالى: {لقد كان لسبإ} [سبأ: 15]. سبأ في الأصل: اسم رجلٍ من قحطان. وقيل: اسمه الأصلي عبد شمسٍ، وسبأ لقبٌ له لأنه أول من سبا، وفيه نظرٌ لأن المادتين مختلفتان، وولد له عشرة أولادٍ، تيامن ستةٌ وهم: جمعة وكنده والأزد ومجاشعة وخثعم وبجيلة. وتشأم أربعةٌ وهم: لخمٌ وجذامٌ وعاملة وغسان. ثم سميت به بلدٌ معروفة وصرف ليعرف أهلها. المثل لقصة استوفيناها في «التفسير» ؛ فيقال: تفرقوا أيادي سبا، وأيدي سبا. وقيل: سمي به القبيلة أو الحي. ومن ثم قرئ في الصحيح بصرفه ومنعه؛

ص: 162

فمن الصرف قوله: [من البسيط]

684 -

الواردون وتيمٌ في ذرى سبإٍ

قد عض أعناقهم جلد الجواميس

ومن المنع قول الآخر: [من المنسرح]

685 -

من سبأ الحاضرين مأرب إذ

يبنون من دون سيلها العرما

والسبء: الخمرة، من سبأت الخمرة أي شربتها؛ قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:[من الوافر]

686 -

كأن سبيئةً من بين رأسٍ

يكون مزاجها عسلٌ وماء

س ب ب:

قوله تعالى: {فليمدد بسبب} [الحج: 15]. السبب في الأصل: هو الحبل الذي يصعد به إلى النخل ثم جعل عبارة عن كل شيء يتوصل به إلى غيره، عينًا كان أو معنىً. قوله:{فليرتقوا في الأسباب} [ص: 10] إشارة ٌ إلى قوله: {أم لهم سلمٌ يستمعون فيه} [الطور: 38]. وقوله: {وآتيناه من كل شيءٍ سببًا فأتبع سببًا} [الكهف: 84 و 85] إشارةٌ إلى ما متعه به من وجوه المعارف وأحوال الدنيا، وأنه اتبع سببًا واحدًا منها فبلغ به ما هو مشهورٌ عنه.

وقوله تعالى حكايةً عن فرعون: {لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات} [غافر: 36 و 37] أي الذرائع التي يتوصل بها مثلي إلى طلبته.

قوله: {وتقطعت بهم الأسباب} [البقرة: 166] أي الوصل والمودات. وسموا الثوب والخمار والعمامة سببًا لطولها تشبيهًا بالحبل في الامتداد والطول.

والسبب: الطريق. السبب: الباب أيضًا، وذلك لأنهما يتوصل بهما إلى ما بعدهما، وسمي الشتم الوجيع سبا لأنه يوصل إلى المشتوم أو يتوصل به إلى أذاه، قال تعالى:{ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله} [الأنعام: 108] أي يتكلمون بما لا

ص: 163

يليق بجلاله لا أنهم يصرحون بسبه تعالى، إذ لم يتجاسر أحدٌ ولا يطاوعه طبعه ولا سجيته على ذلك، وقد يطلق على سبب السبه سبًا، ومنه:«لا يسب الرجل أباه. قيل: كيف يسب أباه؟ قال: يسب أبا الرجل، فيسب أباه» . قال الشاعر: [من المتقارب]

687 -

وما كان ذنب بني مالكٍ

بأن سب منهم غلامٌ فسب

بأبيض ذي شطبٍ قاطعٍ

يقد العظام ويبري العصب

نبه بذلك على قول الآخر: [من الطويل]

688 -

ونشتم بالأفعال لا بالتكلم

وقد أحسن من قال: [من الكامل]

689 -

ولقد أمر على اللئيم يسبني

فمضيت ثمة قلت: لا يعنيني

والسبة: الشيء الذي يسب، قال الشاعر:[من البسيط]

690 -

إن يسمعوا سبة طاروا بها فرحًا

مني وما سمعوا من صالح دفنوا

والسب: الكثير السب. قال الشاعر: [من الرمل]

691 -

لا تسبني فلست بسبي

ويكني بالسبة عن الدبر كما كني بالسوءة عنه وعن القبل. والسبابة من الأصابع: ما يلي الإبهام؛ سميت بذلك لتحريكها والإشارة بها وقت المسابة، كما سموها مسبحةً

ص: 164

لتحريكها وقته. والسب أيضًا الثوب الرقيق. ومنه: «فإذا سب فيه دو خلة رطب» والسباب مصدر سابه، نحو قاتله قتالًا. وفي الحديث:«وسبابه فسوقٌ»

س ب ت:

قوله تعالى: {وجعلنا نومكم سباتًا} [النبأ: 9] أي قطعًا لأعمالكم التي تزاولونها نهارًا، والمعنى: جعلناه راحةً لكم. أو لأنه تنقطع فيه حركاتكم فتسكنون. والسبات: السكون، ومنه يوم السبت لأنه يقال أنه تعالى قطع فيه بعض خلق الأرض، أو لأنه حرم على اليهود فيه العمل. يقال: أسبت: إذا دخل في السبت. وسبت يسبت إذا عظمه، ومنه قوله تعالى:{يوم لا يسبتون} [الأعراف: 163] أي لا يفعلون ما يجب في شرعهم في هذا اليوم.

وسبت رأسه: حلقه، ومنه: النعال السبتية لأنها يحلق شعرها بالدباغ، وفي الحديث:«يا صاحب السبتين اخلع سبتيك» . وقيل: سميت بذلك لأنها لينت بالدباغ، ومنه: رطب منسبتة، أي لينة. والسبت: جلد البقر المدبوغ بالقرظ.

س ب ح:

قوله تعالى: {فسبحان الله} [الأنبياء: 22]. سبحان: علم للتسبيح، ولذلك منع صرفه للعلمية وزيادة الألف والنون؛ فهو المعاني كعثمان في الأعيان، وعليه قوله:[من السريع]

692 -

أقول لما جاءني فخره:

سبحان من علقمة الفاخر!

وأكثر استعماله مضافًا كما ترى، وقد يقطع عن الإضافة ممنوعًا:[من البسيط]

ص: 165

-وقبلنا سبح الجودي والجمد

وذلك لأنه يكره. فهو كقولك: رب عثمان العثمانين جاءني. وله أحكامٌ، ومعناه التنزيه فمعنى سبحان الله: تنزيهه عما لا يليق به، ويستعمل في التعجب، ومنه الحديث:«سبحان الله إن المؤمن لا ينجس» . وأصل المادة للدلالة على البعد، ومنه السبح في الماء، وكذلك تسبيح الله لأن فيه إبعادًا له عما لا يليق به، مما كانت الكفرة الذين لا يقدرونه حق قدره ينسبونه إليه من الشرك والولد وغير ذلك.

والسبح: المر السريع في الماء أو الهواء، ويستعار ذلك للنجوم، قال تعالى:{كل في فلك يسبحون} [الأنبياء: 33]، وفي دؤوب العمل أيضًا قال تعالى:{إن لك في النهار سبحًا طويلًا} [المزمل: 7] والتسبيح عامٌ في العبادة؛ قولية كانت أو فعلية أو منوية. وقيل في قوله تعالى: {فلولا أنه كان من المسبحين} [الصافات: 143] أي القائلين: سبحانك، ويؤيده قوله:{فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} [الأنبياء: 87]، وقيل: من المصلين. وقيل: من الناوين؛ إنه إذا تمكن من العبادة حين يخرج من بطن الحوت أن يسبح الله بقلبه ولسانه، ويذيب جوارحه في طاعته، والأولى أن يحمل على جميع ذلك، لأنه اللائق بحال ذي النون عليه السلام.

وقوله: {ألم أقل لكم لولا تسبحون} [القلم: 28] أي تعبدونه وتشكرونه. وقيل: تقولون: إن شاء الله، يدل عليه قوله:{ولا يستثنون} [القلم: 18].

وقوله: {فسبح بحمد ربك} [الحجر: 98] أي صل. وسميت الصلاة تسبيحًا لاشتمالها عليه. ومنه: «كان يسبح على راحلته» . وقوله: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون} [الروم: 17] الآية. قيل: معناه تصلون في هذه الأوقات. وقد استدل به على ذكر الصلوات الخمس. والسبوح والقدوس فعولٌ؛ من التسبيح ومن القدس

ص: 166

وهو الطهارة، وليس لنا فعول غيرهما، وقد يفتحان نحو: كلوب وسمور.

والسبحة للتسبيح، وهي أيضًا الخرزات المسبح بها؛ سميت بذلك لأنه يعد بها لفظه.

وقوله تعالى: {والسابحات سبحًا} [النازعات: 3] قيل: هم الملائكة، يسرعون فيما يؤمرون به بين السماء والأرض. وقيل: هي أرواح المؤمنين، تنبيهٌ على سهولة خروجها عند الموت، أو جولانها في الملكوت عند النوم. وقيل: هي السفن لأنها تسبح في الماء. والسابقات: الخيل. وفي الحديث: «لأحرقت سبحات وجهه» أي نور وجهه.

وقوله: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده} [الإسراء: 44] أي بلسان الحال. وذلك هو الإذعان لربوبيته والطواعية لقدرته، كقوله:{ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعًا وكرهًا} [الرعد: 15]. وقيل بلسان القال، ولكن أخفى الله تعالى عنا فهم ذلك. وإليه أشار بقوله:{ولكن لا تفقهون تسبيحهم} [الإسراء: 44]. وهذا هو الظاهر؛ إذ لو لم يكن شيئًا يخفى عنا لما خاطبنا بذلك. فأما كونها مسبحةً بلسان الحال بالمعنى الذي قدمته عنهم فهذا تفقهٌ، فلابد من معنى زائد. وأما التسبيح الصادر من الجمادات كالحصى الصادر على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم -معجزةً له فإن ذلك بلسان القال لا الحال، وإلا لم يظهر التفاوت بيه وبين غيره عليه الصلاة والسلام.

س ب ط:

قوله تعالى: {والأسباط} [البقرة: 136] جمع سبطٍ، وهم في بني إسرائيل كالقبائل في العرب. وأحسن منه ما قاله الأزهري: الأسباط في ولد إسحاق والقبائل في ولد إسماعيل؛ فعلوا ذلك تفرقة بين أولاد الآخرين، أعني إسحاق وإسماعيل. ولكن الأسباط إنما هم أولاد يعقوب بن إسحاق. واشتقاق ذلك من الامتداد والتفريع؛ لأن السبط ولد الولد، فكأن النسب امتد وانبسط وتفرع. يقال: شعرٌ سبطٌ ضد جعدٍ، وعظامه سبطٌ أي طويلةٌ. قال الشاعر:[من الطويل]

ص: 167

693 -

فجاءت به سبط العظام كأنما

عمامته بين الرجال لواء

وقد سبط سبوطًا وسباطةً. والساباط: ما مد من دارٍ إلى أخرى، من ذلك. وسباطة الدار: ملقى زبالتها. لامتدادها. وفي الحديث: «فأتى سباطة قومٍ فبال» وقيل: اشتقوا من السبط؛ وهو الشجرة التي أصلها واحدٌ وأغصانها كثيرةٌ. وفي الحديث: «الحسين سبطٌ من الأسباط -أي أمةٌ من الأمم -في الجنة» واستدلوا بقوله تعالى: {أسباطًا أممًا} [الأعراف: 160] فترجم الأسباط بالأمم؛ فكل سبطٍ أمةٌ. وفي الحديث: «الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم» أي طائفتان وقطعتان منه. وعن المبرد قال: سألت ابن الأعرابي عن الأسباط فقال: هم خاصة الولد.

وفي الحديث؛ في صفته عليه الصلاة والسلام: «ليس بالسبط ولا الجعد القطط» . يقال: رجلٌ سبطٌ، وسَبْط، وسَبَطٌ. وقد سبط شعره سبوطةٌ، كقطط شعره قطوطةً.

س ب ع:

قوله تعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرةً} [التوبة: 80] ليس المراد حصر العدد، بل المراد التكثير. والمعنى: إن استكثرت من الاستغفار لهؤلاء فلن يغفر الله لهم. قال الأزهري: أنا أرى هذه الآية من باب التكثير والتضعيف لا من باب حصر العدد. وحكى أبو عمرٍو أن رجلًا أعطى أعرابيًا درهمًا فقال: سبع الله لك الأجر. أي ضعفه. قال الهروي: والعرب تضع التسبيع موضع التضعيف، وإن جاوز السبع، والأصل فيه قوله تعالى:{كمثل حبةٍ أنبتت سبع سنابل في كل سنبلةٍ مئة حبةٍ} [البقرة: 261].

ص: 168

والسبع: كل حيوان متقو. سمي بذلك لتمام قوته. وذلك أن السبع من الأعداد التامة. وسبع فلان فلانًا: اغتابه، كأنه أكل لحمه أكل السباع. والمسبع: موضع السباع.

والسبع: جزءٌ من سبعة أجزاء. والأسبوع: سبعة أيامٍ، جمعة أسابيع، ومثله السبع. والسبع في الورد كالخميس فيه. وقول ربيعة الهذلي:[من الكامل]

694 -

كأنه عبد لآل أبي ربيعة مسبع

قيل: معناه وقع في غنمه السبع، وقيل: المهمل من السباع. وكني بالمسبع عن الدعي الذي لا يعرف أبوه. وسبعت القوم: جعلتهم سبعة، أو أخذت سبع أموالهم، نحو ربعتهم وثلثتهم، بمعنييه. وقوله:{ذرعها سبعون ذراعًا} [الحاقة: 32] من باب {تستغفر لهم سبعين مرة} . وقوله {وبنينا فوقكم سبعًا شدادًا} [النبأ: 12] عنى بالسبع المتطابقة.

قوله: {الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن} [الطلاق: 12] قيل: في العدد. وفي الحديث ما يؤيد هذا من قوله: «طوقه من سبع أرضين» وقيل: مثلهن في الإتقان لا في العدد. ولذلك لم يجيء القرآن إلا بإفراد الأرض، والأول أوجه.

س ب غ:

قوله تعالى: {وأسبع عليكم نعمه} [لقمان: 20] أي ألبسكم إياها وأتمها عليكم من قولهم: درعٌ سابغٌ، وقوله تعالى:{أن اعمل سابغات} [سبأ: 11] إشارةٌ إلى ما علمه في قوله تعالى: {وعلمناه صنعة لبوسٍ لكم} [الأنبياء: 80] وأسبغ وضوءه: أتمه. ويسمع الدرع تسبغة. ومنه الحديث: «فتقع في ترقوته تحت تسبغة البيضة» .

ص: 169

س ب ق:

قوله تعالى: {فالسابقات سبقًا} [النازعات: 40] عنى بها الخيل العادية في الجهاد. وقيل: هم الملائكة، بأنهم يسبقون الجن باستماع الوحي. والسبق: أصله التقدم في السير، ثم يعبر بذلك عن التقدم إلى الأشياء أعيانًا كانت أو معاني.

قال تعالى: {فاسبقوا الخيرات} [البقرة: 148] وقوله تعالى: {والسابقون السابقون، أولئك المقربون} [الواقعة: 10 و 11] أي المحرزون قصب السبق في الفضل. وقوله تعالى: {وما نحن بمسبوقين} [الواقعة: 60] كنايةً عن عدم فوتهم لله تعالى، أي أنهم لا يعجزوننا. وقوله:{ولقد سبقت كلمتنا} [الصافات: 171] وقوله: {ولولا كلمةٌ سبقت} [طه: 129] أي نفذت وتمت لقوله: {وتمت كلمة ربك} [الأنعام: 115] وقوله: {فاستبقوا الخيرات} أي بادروها، وافعلوا فعل الواردة الذين يطلب كل منهم التقدم إلى الماء ليحوزه لنفسه ومن يريد.

وقوله: {وما كانوا سابقين} [العنكبوت: 39] أي فائتين، كقوله:{وما أنتم بمعجزين} [الأنعام: 134] وقوله: {يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون} [المؤمنون: 61] أي فاعلون فعل السابق غير المتباطئ. وقيل: اللام بمعنى إلى لقوله: {أوحى لها} [الزلزلة: 5] أي إليها. وقوله: {إنا ذهبا نستبق} [يوسف: 17] أي نتناضل بالسهام ونتراهن. وجعل السبق كنايةً عن ذلك.

قوله: {واستبقا الباب} [يوسف: 25] أي بادر كل واحدٍ منهم نحو الباب. قوله: {فاستبقوا الصراط} [يس: 66] أي جاوزوه وتركوه حتى ضلوا. وقوله: {لا يسبقونه بالقول} [الأنبياء: 27] أي لا يتكلمون بغير إذنه. وقيل لا يقولون بغير علمه حتى يعلمهم.

س ب ل:

قوله تعالى: {فجاجًا سبلًا} [الأنبياء: 31] السبل جمع سبيل: وهو الطريق،

ص: 170

ويذكر ويؤنث، قال تعالى:{قل هذه سبيلي} [يوسف: 108] ويعبر به عن المذهب. ومنه: {اتبعوا سبيلنا} [العنكبوت: 12] أي طريقتنا في ديننا. قوله: {وتقطعون السبيل} [العنكبوت: 29] أي طريق الولد، لأن القوم كانوا يأتون الذكران فيقل النسل.

قوله: {وابن السبيل} [الروم: 38] هو المسافر: جعل ابن الطريق لملازمته إياه. قوله: {وفي سبيل الله} [التوبة: 60] قيل: هم المجاهدون. قومه: {ثم السبيل يسره} [عبس: 20] قوله: {ليس علينا في الأميين سبيلٌ} [آل عمران: 75] أي دركٌ أي لا تطرق لهم علينا، فأموالهم حل لنا، كذا كانوا يعتقدون. قوله:{فصدهم عن السبيل} [النمل: 24] أي طريق الهدى. وكذا قوله: {ليصدونهم عن السبيل} [الزخرف: 37].

قوله: {سبل السلام} [المائدة: 16] أي طرق السلامة المؤمنة من العقوبة. وقيل: طرق الجنة، إما طرقها حقيقةً وإما الأسباب التي يتوصلون بها إلى الجنة من الأعمال الصالحة. ويقال: سابلٌ وسابلةٌ، وسبيلٌ سابلٌ، نحو: شعرٌ شاعرٌ. وأسبل الستر والذيل: أرخاه. وأسبل الزرع: صار ذا سنبلٍ. وبه استدل على زيادة نونه، وإن كانت القواعد التصريفية تأباه.

والمسبل: اسمٌ للقدح الخامس من سهام الميسر. وخص السبلة بشعر الشفة العليا لما فيها من التحدر قاله الراغب ونقله الهروي عن الأزهري. وفي الحديث: «إنه كان وافر السبلة» ؛ هي الشعرات التي تحت اللحي الأسفل. وقيل: هي مقدم اللحية وما أسبل منها على الصدر. والسنبلة: لما يقع على الزرع والسبل: ما أسبلته من ثوب، نحو النشر: للشيء المنشور، وكالقبض بمعنى المقبوض، والرسل بمعنى المرسل.

ص: 171