الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأمات جمع أم؛ يقال في العقلاء أمهات وفي غيرهم أمات. هذا هو الغالب، وقد يعكس. وفي الحديث:((كأن وجوههم المجان المطرقة)) أي الترسة التي أطرقت بالعقب، أي ألبست به، من طارقت النعل. كذا فسره الهروي وغيره: يقول: من دقها وطرقها بالمطرقة. وهو أقرب للتشبيه بوجوه الترس. والترسة تكون حديدًا.
ط ر ي:
قوله تعالى: {تأكلون لحمًا طريًا} [فاطر: 12] أي غضا جديدًا من الطراوة، وهي ضد اليبس. يقال: طريت كذا. وقد طري فهو مطري. ومنه المطراة من الثياب. والإطراء: هو تجاوز الحد في المدح والكذب فيه، وهو من ذلك لأن فيه تجديدًا لمدح وذكره. وفي الحديث:((لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى)) يعني لا تجعلوني إلها ولا ابنا لله كما فعل أولئك الضلال. ومن هذا يؤخذ: إنما نمدحه بكل شيء خلا مسامعنا صلى الله عليه وسلم وسمعت بعض الصلحاء يقول: ارفع عنه مقام الإلهية وقل ما شئت فيه من المدح. وما أحسن قول صاحب البردة الشهير بالبوصيري رحمه الله: [من البسيط]
942 -
دع ما ادعته النصارى في نبيهم
…
واحكم بما شئت مدحًا فيه واحتكم
فمبلغ العلم فيه أنه بشر
…
وأنه خير خلق الله كلهم
وقيل: سمي المدح إطراء لأنه يطر لأوجه الممدوح. وقيل: الطريء من طرأ كذا: إذا طلع وهجم؛ فأصله الهمز فخفف، لأن الطارئ شيء جديد، وقد أدخل الراغب لفظ (ط ر ي) في مادة الياء، والهروي ذكر لفظة الإطراء فيها. الصواب ذكرهما فيما ترجمته.
فصل الطاء والعين
ط ع م:
قوله تعالى: {ولا يحض على طعام المسكين} [الحاقة: 34] أي إطعامه.
والطعام: ما يتناول [من] الغذاء. واختص في عرف الشرع بالبر فيما روى أبو سعيد رضي الله عنه ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بصدقة الفطر صاعًا من طعام أو صاعًا من شعير)). والطعم: [ما] يتناول [من] الغذاء، أو يتغذى به أيضًا. قوله:{ومن لم يطعمه} [البقرة: 249] أي لم يدقه. والذوق يكون في المأكول والمشوب. وفي الحديث عن زمزم: ((طعام طعم)) أي تشبع من شربها كما يشبع بالطعام. قال النضر: يقال: هذا طعام يطعم من آكله، أي يشبع آكله. وهذا لا يطعم آكله، أي لا يشبع. وقيل: الطعم مختص بالمأكولات وأجابوا عن الآية بأنه تعالى إنما قال: {لم يطعمه} تنبيهًا أنه محظور عليه تناوله إلا غرفة من طعام، كما أنه محظور عليه أن يشربه إلا غرفة فإن الماء قد يطعم إذا كان مع شيء يمضغ ولو قال: ومن لم يشربه، كان يقتضي جواز تناوله إذا كان في طعام. فلما قال:((ومن لم يطعمه)) بين أنه لا يجوز تناوله على كل حال إلا بقدر المستثنى، وهو الغرفة باليد. وأجابوا عن الحديث بأنه عليه الصلاة والسلام إنما قال ذلك لأنه قام مقام الطعام، فنبه أنه يغذي بخلاف سائر المياه.
قوله: {فإذا طعمتم} [الأحزاب: 53]. أي أكلتم الطعام وفي قوله تعالى: {أو أطعم في يوم} [البلد: 14] أي أعطى الطعام وجعله له. وقرئ: ((إطعام)) على المصدرية نسقًا على {فك رقبة} بالرفع؛ فإن القراءتين متلازمتان. قوله: {ويطعمون الطعام على حبه} [الإنسان: 8] أي على حبهم للطعام. وهذا كقوله: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} [الحشر: 9] قيل: نزلت في فاطمة الزهراء وبعلها أمير المؤمنين وولديها سيدي شباب أهل الجنة في قصة طويلة ذكرتها في التفسير. واستعير الإطعام والاستطعام لرد الكلام والجواب؛ وفي الحديث: ((إذا استطعمكم الإمام فأطعموه)) أي إذا أرتج على إمام الصلاة في قراءته فردوا عليه غلطه أو وقفته.
وطعم فهو طاعم: أكل الطعام، ويكون بمعنى حسن الطعام أيضًا. يقال: هو
طاعم، أي حسن الحال، ويعبر به أيضًا عن العاجز الذي يطعمه غيره. وقال الحطيئة يهجو الزبرقان بن بدر:[من البسيط]
943 -
دع المكارم لا تقصد لبغيتها
…
واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
أي ذو الطعام والكسوة من غيرك لك. وقد شكا آل الزبرقان الحطيئة لعمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال: لا أرى بما قاله بأسًا: أنت الطاعم الكاسي. فقيل: اسأل ابن الفريعة- يعني حسانًا- فقال: هجاه وسلح عليه. فحبسه عمر في أهوية. وكان عمر رضى الله عنه أعرف الناس بمواقع الكلام، وإنما قصد إخماد فتنه وإشاعة قوله. وكان رأيه أن يحمل الكلام على أحسن محامله ما وجد إليه سبيلًا، وهذا يدل على إتساع علمه بالكلام وتوجهاته رضى الله عنه، وإلا فكيف يخفى عليه ذلك مع قوله في صدره:((دع المكارم))؟ ورجل مطعام: كثير الإطعام. ومطعم: كثير الطعم. ومطعوم: مرزوق؛ قال علقمة بن عبدة: [من البسيط]
944 -
ومطعم الغنم يوم الغنم مطعمه
…
أنى توجهه والمحروم محروم
والطعمة: الشيء المعد للطعم، وقدر الشيء المطعم كالغرفة. والطعمة المرة، والطعمة الهيئة، ويعبر بها عن الكسب أيضًا. ومنه: هو طيب الطعمة أو خبيثها. وفي حديث أبي بكر: ((إن الله إذا أطعم نبيا طعمة)) أي رزقًا وحكمًا بدليل قوله بعد ذلك: ((ثم قبضه جعلها للذي يكون بعده)). وفي حديث الحسن: ((القتال على ثلاثة- فذكر اثنتين ثم قال: -وعلى هذه الطعمة)) أي المال. والطعام لغة: كل ما يطعم، أي يؤكل أو يشرب إن حملناه على الذوق؛ قال تعالى:{كل الطعام كان حلًا لبني إسرائيل} [آل عمران: 93]{ويطعمون الطعام} [الإنسان: 8]{أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعًا لكم وللسيارة} [المائدة: 96]. وإما شرعًا فقد تقدم، وفيه بحث