الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتوى الحموية الكبرى" ثم قال: والزهري ومكحول هما أعلم التابعين في زمانهم، والأربعة الباقون أئمة الدنيا في عصر تابعي التابعين. ونقل الشيخ أيضا عن أبي سليمان الخطابي أنه قال في رسالته المشهورة في "الغنية عن الكلام وأهله ": فأما ما سألت عنه من الصفات، وما جاء منها الكتاب والسنة فإن مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها. انتهى.
وإذا علم هذا فليس من مذهب السلف أن معية الله لخلقه معية ذاتية، ولم يقل ذلك أحد من علماء أهل السنة والجماعة فيما علمت، وإنما هو من أقوال أهل البدع، وهم الذين يقولون: إن الله بذاته فوق العالم، وهو بذاته في كل مكان. وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، وتقدم في أول الكتاب، فليراجع. ومن زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية، واستدل على ذلك بنزول الرب تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا في آخر الليل، ودنوه من أهل الموقف في عشية يوم عرفة فقد أبعد النجعة وقال على الله بغير علم.
الجملة الخامسة من الجمل التي تعلق بها المردود عليه:
قول ابن رجب في شرح الحديث التاسع عشر من الأربعين النووية:
فهذه المعية الخاصة تقتضي النصر والتأييد، والحفظ والإعانة، بخلاف المعية العامة المذكورة في قوله تعالى:{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَاّ هُوَ رَابِعُهُمْ} (1) إلى قوله: {إِلَاّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} (2) إلخ، فإن هذه المعية تقتضي علمه واطلاعه ومراقبته لأعمالهم. اهـ.
والجواب أن يقال: إن كلام ابن رجب - رحمه الله تعالى - موافق لما أجمع عليه أهل السنة والجماعة من أن المعية العامة: معية العلم والاطلاع والمراقبة. وأن المعية الخاصة: معية النصر والتأييد والحفظ والإعانة. وليس في كلامه ما يتعلق به من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية.
(1) سورة المجادلة الآية 7
(2)
سورة المجادلة الآية 7
الجملة السادسة من الجمل التي تعلق بها المردود عليه:
قول ابن كثير في تفسير سورة الحديد:
أي رقيب عليكم، شهيد على أعمالكم، حيث كنتم وأين كنتم من بر وبحر، في ليل أو نهار، الجميع في علمه على السواء، وتحت سمعه وبصره، فيسمع كلامكم، ويرى مكانكم، ويعلم سركم ونجواكم، وقال في سورة المجادلة: وقد حكى غير واحد الإجماع على أن المراد بهذه الآية معية علمه، ولا شك في إرادة ذلك، ولكن سمعه أيضا مع علمه بهم وبصره نافذ فيهم، فهو سبحانه مطلع على خلقه، لا يغيب عنه من أمورهم شيء. اهـ.