الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال ابن المديني: نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة فذكر لأهل المدينة: الزهري ولأهل الكوفة: أبا إسحاق السبيعي والأعمش، ثم قال: ثم صار علم هؤلاء الستة إلى أصحاب الأصناف ممن صنف، فذكر لأهل المدينة مالكا، ومن أهل مكة ابن جريج وابن عيينة، ومن أهل البصرة سعيد بن أبي عروبة وحماد بن سلمة وأبو عوانة الوضاح وشعبة، ومن اليمن معمر بن راشد، والثوري من أهل الكوفة، والأوزاعي أهل الشام، وهشيم بن بشير من أهل واسط، ثم قال: وانتهى علم هؤلاء الثلاثة من أهل البصرة وعلم الاثني عشر إلى ستة: إلى يحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ووكيع بن الجراح، وابن المبارك، وابن مهدي ويحيى بن آدم (1).
(1) ملخصا من العلل (36 - 47).
تأثره بمنهج ابن جريج ويحيى بن أبي زائدة في التأليف:
كان غير واحد من أهل العلم سلكوا طريق ابن جريج في التصنيف واقتفوا أثرهم في التأليف من أهل عصره والمدركين لوقته، ومنهم: وكيع ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، كما تأثر الإمام وكيع بمنهج يحيى، فصنف كتبه على كتبه (1).
(1) الجامع لأخلاق الراوي للخطيب (2/ 328 - 339). وتهذيب التهذيب (11/ 209).
منهجه في التصنيف:
وهو من المؤلفين الذين اعتنوا بجمع الأحاديث في أبواب خاصة كما هو ظاهر من تسمية كتابه " المصنف "، وكان قد جمع حديثا على طريقة مؤلفي المسانيد، كما صنف أجزاء في الحديث كالزهد، والأشربة والهبة.
وقال ابن رجب: ومنهم من صنف كلام النبي صلى الله عليه وسلم أو كلامه وكلام أصحابه على الأبواب كما فعل مالك، وابن المبارك، وحماد بن سلمة، وابن أبي ليلى، ووكيع، وعبد الرازق، ومن سلك سبيلهم في ذلك (1).
وكان يستحسن التبويب ويستدل عليه بقول سلفه، قال الحسين بن حميد بن الربيع: قيل لوكيع: أنت تطلب الآخرة تصنف الأبواب تقول: باب كذا وكذا، فقال: حدثني إسماعيل ابن أبي خالد عن الشعبي قال: باب من الطلاق جسيم إذا اعتدت المرأة ورثت (2).
(1) شرح العلل لابن رجب (1/ 37).
(2)
المحدث الفاصل (609) والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (ق 189 / أ) و (2/ 322 / مطبوع).