الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإذا عرف {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (1) فإنه يتقرب إليه بذلك العمل حتى ينال محبته ورضوانه.
وهكذا. . وهكذا لكل اسم من أسمائه تعالى عبودية خاصة تقود صاحبها إلى خالقه وبارئه قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (2)، والدعاء بها يتناول دعاء المسألة ودعاء الثناء ودعاء التعبد، وهو سبحانه يدعو عباده إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته ويثنوا عليه بها ويأخذوا بحظهم من عبوديتها).
وقال عليه الصلاة والسلام: «إن لله تسعة وتسعين اسما - مائة إلا واحدا - من أحصاها دخل الجنة (3)» رواه البخاري.
والله سبحانه وتعالى لم يعرفنا بأسمائه وصفاته لنجعل منها ميدانا للجدل والخلاف وإنما لتوجيه حياتنا بها والعمل بمقتضاها.
(1) سورة البقرة الآية 222
(2)
سورة الأعراف الآية 180
(3)
رواه البخاري (كتاب التوحيد - 6410).
الصحابة وآيات الصفات
لقد مكث القرآن الكريم يتنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة يسمعونه منه وهو مملوء بآيات الصفات فلم يشكل عليهم معناها، أو المراد منها، ولم ينقل عن أحد منهم أنه خاض في شيء منها طوال هذه الفترة.
قال ابن القيم: (وقد تنازع الصحابة رضي الله عنهم في كثير من مسائل الأحكام وهم سادات المؤمنين وأكمل الأمة إيمانا - ولكن بحمد الله لم يتنازعوا في مسألة واحدة من مسائل الأسماء والصفات والأفعال)(1).
وقال المقريزي: (ومن أمعن النظر في دواوين الحديث النبوي ووقف على الآثار السلفية علم أنه لم يرو قط من طريق صحيح ولا سقيم عن أحد من الصحابة رضي الله
(1) راجع أعلام الموقعين (1: 49).