الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فمن أي جوانب تقدر النفس يا ترى ببدء العمل، وهل يمكن الاكتفاء بتوجيه وتنمية جانب من جوانبها دون الآخر.
الواقع أن إعداد الشخصية المسلمة ينبغي أن يشمل جوانب النفس البشرية كلها، حتى ينمو نموا فعالا، ذا قيمة في حياته وحياة مجتمعه، وحتى يكون مؤهلا ومعدا لتحمل تبعات ما سيلقى إليه من مهام جسيمة، في مستقبل حياته فيما يتعلق بمسئوليته، عن دينه وأمته. وما يتعلق بدنياه وطرائق عيشه عيشا كريما، ومن أمثلة هذه الجوانب التي ينبغي أن يركز عليها في الإعداد:
أ -
الإعداد الروحي:
يتطلب إعداد الشخصية المسلمة الواعية لمهمتها في الحياة، المدركة لمركزها في الوجود، العالمة بالدور الذي ينتظرها في المستقبل، الحافظة لرسالة هذه الأمة في الأرض، العاملة على تحقيق أهدافها العليا، وغايتها السامية، أن تنال قسطا كبيرا من العناية بها، وإعدادها من الناحية الروحية الداخلية، إعدادا يتناسب مع ما ينتظر منها من انطلاقة في الحياة، وتأثير في الأحياء واندفاع بروية وحكمة في عملية البناء والتعمير، بناء النفوس المسلمة وتعمير الأرض، واستثمار خيراتها.
وإن بناء توضع قواعده وأسسه داخل النفس البشرية، لا سبيل إليه إلا بواسطة شرع الله، وسنة ومنهاج رسوله إذ إنه سبحانه وحده الذي يملك ذلك. ولذا فإن من أهم متطلبات إعداد الشخصية المسلمة، إرضاعها مع لبانها، وتعاهدها في مختلف مراحل نموها، بالقرآن العزيز وآياته الكريمة والسنة النبوية المطهرة، والسيرة العطرة. وحياة السلف الصالح، والقادة العظام الذين رعوا هذا الدين، واستجابوا لدعوته، ووضعوا نصوصه وأهدافه موضع التنفيذ في أصول العقيدة، وقواعد الشريعة، في الطاعة والعبادة، والعادات والآداب والسلوك. ونمو شجرة الإيمان المعطية في النفوس بتكرار هذه الآيات والمعجزات، حتى عمرت بها النفوس واكتمل بها بناء الجانب الروحي، الذي يعد من أهم جوانب النفس، الباعث إلى العمل وفق ما شرعه الله لعباده. {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} (1){قُمِ اللَّيْلَ إِلَاّ قَلِيلًا} (2){نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا} (3){أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} (4){إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} (5).
(1) سورة المزمل الآية 1
(2)
سورة المزمل الآية 2
(3)
سورة المزمل الآية 3
(4)
سورة المزمل الآية 4
(5)
سورة المزمل الآية 5