الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قواعد
في أدلة الأسماء والصفات
للشيخ محمد بن صالح العثيمين
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما.
وبعد، فهذه قواعد في أدلة أسماء الله تعالى وصفاته، حررتها راجيا من الله تعالى أن ينفع بها عباده، وأن يجعلنا هداة مهتدين، وصالحين مصلحين، إنه جواد كريم.
القاعدة الأولى: الأدلة التي تثبت بها أسماء الله تعالى وصفاته
هي: كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فلا تثبت أسماء الله وصفاته بغيرهما.
وعلى هذا فما ورد إثباته لله تعالى من ذلك في الكتاب والسنة وجب إثباته.
وما ورد نفيه فيهما وجب نفيه مع إثبات كمال ضده.
وما لم يرد إثباته ولا نفيه فيهما؛ وجب التوقف في لفظه، فلا يثبت ولا ينفى؛ لعدم ورود الإثبات والنفي فيه.
وأما معناه فيفصل فيه؛ فإن أريد به حق يليق بالله تعالى فهو مقبول. وإن أريد به باطل لا يليق بالله عز وجل وجب رده.
فما ورد إثباته لله تعالى: كل صفة دل عليها اسم من أسماء الله تعالى دلالة مطابقة، أو -
تضمن أو التزام.
ومنه كل صفة دل عليها فعل من أفعاله، كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين عباده يوم القيامة، ونحو ذلك من أفعاله التي لا تحصى أنواعها، فضلا عن أفرادها {وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} (1)
ومنه. الوجه والعينان واليدان ونحوها.
ومنه: الكلام والمشيئة والإرادة بقسميها الكوني والشرعي، فالكونية بمعنى المشيئة، والشرعية بمعنى المحبة.
ومنه: الرضا والمحبة والغضب والكراهة ونحوها (2).
ومما ورد نفيه من الله سبحانه لانتفائه وثبوت كمال ضده: الموت، والنوم، والسنة، والعجز، والإعياء، والظلم، والغفلة، عن أعمال العباد، وأن يكون له مثيل أو كفؤ ونحو ذلك (3). ومما لم يرد إثباته ولا نفيه لفظ (الجهة)، فلو سأل سائل هل نثبت لله تعالى جهة؟
قلنا له: لفظ الجهة لم يرد في الكتاب والسنة إثباتا ولا نفيا، ويغنى عنه ما ثبت فيهما من أن الله تعالى في السماء. وأما معناه فإما أن يراد به جهة سفل، أو جهة علو تحيط بالله، أو جهة علو لا تحيط به.
فالأول باطل؛ لمنافاته لعلو الله تعالى الثابت بالكتاب والسنة والعقل والفطرة والإجماع.
والثاني باطل أيضا؛ لأن الله تعالى أعظم من أن يحيط به شيء من مخلوقاته.
والثالث حق؛ لأن الله تعالى العلي فوق خلقه، ولا يحيط به شيء من مخلوقاته.
ودليل هذه القاعدة السمع والعقل.
فأما السمع فمنه قوله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (4)، وقوله:{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (5).
(1) سورة إبراهيم الآية 27
(2)
أدلة هذه مذكورة في مواضعها من كتب العقائد.
(3)
أدلة هذه مذكورة في مواضعها من كتب العقائد.
(4)
سورة الأنعام الآية 155
(5)
سورة الأعراف الآية 158