الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عنهم من الكفر الواضح المشهور الذي يعقله أكثر العوام وبما ضاهوا مشركي الأمم قبلهم (1) إلخ.
(1) الرد على الجهمية للدارمي (356).
4 -
تكفيره لمن قال بخلق القرآن:
روى عنه غير واحد من أصحابه ومن وجوه متعددة تكفيره القائلين بخلق القرآن، وهو في هذا على مذهب أهل السنة المحققين الذين أجمعوا على تكفير هؤلاء المبتدعة.
1 -
قال أبو هشام الرفاعي الصابوني: سمعت وكيعا يقول: من زعم أن القرآن مخلوق، فقد زعم أن القرآن محدث، ومن زعم أن القرآن محدث فقد كفر (1).
2 -
عن أبي محمد وهب بن بقية الواسطي:
سمعت وكيعا يقول: القرآن كلام الله وليس بمخلوق وقال: من قال: القرآن مخلوق فهو كافر.
3 -
وقال الحسين بن علي بن الأسود: سمعت وكيع بن الجراح يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق (2).
وأيضا: ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر بالله العظيم، وقال: القرآن كلام الله ليس بمخلوق (3).
4 -
وقال محمد بن قدامة الدلال الأنصاري: سمعت وكيعا يقول: لا تستخفوا بقولهم: القرآن مخلوق، فإنه من شر قولهم، إنما يذهبون إلى التعطيل (4).
(1) الأسماء والصفات للبيهقي (249) وتاريخ دمشق (17/ 403 / ب) وسير أعلام النبلاء (7/ 46 / أ).
(2)
تاريخ دمشق (17/ 403 / ب).
(3)
الأسماء والصفات للبيهقي (249) وتاريخ دمشق. (17/ 404).
(4)
الأسماء والصفات (254) والفتاوى الكبرى (5/ 42).
5 -
وقال أبو حاتم الطويل: قال وكيع: من قال: إن كلام الله ليس منه فقد كفر، ومن قال: إن شيئا منه مخلوق فقد كفر (1).
6 -
وقال علي بن الحسين الهاشمي: حدثنا علي بن الحسين قال: عن وكيع بن الجراح يقول: من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن شيئا من الله مخلوق. فقلت: يا أبا سفيان من أين قلت هذا؟ قال: لأن الله يقول: {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} (2) ولا يكون شيء من الله مخلوقا (3).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهذا القول قاله غير واحد من السلف.
7 -
وقال يزيد بن الهيثم: سمعت أبا خيثمة قال: وقلت ليحيى الأنماطي بالخريبة: ترضى بوكيع؟ قال: نعم، فأتيت وكيعا فقلت له: إن هذا يزعم أن القرآن مخلوق مجعول؟ فقال: هذا كافر، هذا كافر (4).
8 -
وأخرج البيهقي عن إسحاق بن حكيم قال: قلت لعبد الله بن إدريس الأودي: قوم عندنا يقولون: القرآن مخلوق، ما تقول في قبول شهادتهم؟ فقال: لا، هذه من المقاتل، لا يقال لهذه المقالة بدعة، هذه من المقاتل.
ثم سأل إسحاق أبا بكر بن عباس وحفص بن غياث عن هؤلاء، ثم سأل وكيعا عنهم فقال وكيع: يا أبا يعقوب من قال: القرآن مخلوق فهو كافر (5).
9 -
وهكذا ذكر يحيى بن خلف المقرئ عن مالك وغيره من الأئمة، ومنهم وكيع أن من قال: إن القرآن مخلوق فهو كافر عندهم، وقالوا: اقتلوه (6).
10 -
وهكذا أخرج البيهقي عن سويد بن سعيد أنه سمع جميع من حمل عنهم العلم، ومنهم وكيع أنهم يقولون:
(1) الفتاوى الكبرى (5/ 77).
(2)
سورة السجدة الآية 13
(3)
الفتاوى الكبرى (1/ 298) ومجموع الرسائل والمسائل (3/ 142).
(4)
من كلام أبي زكريا يحيى بن معين في الرجال من رواية يزيد بن الهيثم (124).
(5)
الأسماء والصفات (250) وعنه الجوزقاني في الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير (2/ 290 بتحقيقي).
(6)
الأسماء والصفات (247).
1 -
الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص.
2 -
والقرآن كلام الله تعالى وصفة ذاته غير مخلوق، ومن قال: إنه مخلوق فهو كافر بالله العظيم.
3 -
وأفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. وقال عمران بن موسى الجرجاني بنيسابور (الرواي عن سويد): وبه أدين الله عز وجل، وما رأيت محمديا قط إلا وهو يقوله (1).
11 -
وقال محمد بن يزيد قلت لوكيع: يا أبا سفيان! إن هذا الرجل رأيته عندك، يزعم أن القرآن محدث، فقال وكيع: من قال: إن القرآن مخلوق، فقد زعم أن القرآن محدث، ومن زعم أن القرآن محدث فقد كفر (2).
هذا ما ورد عنه في القائلين بخلق القرآن وفي كفرهم وضلالهم، وقد فصل القول شيخ الإسلام في موضوع خلق القرآن وركز على نقل أقوال وكيع والدفاع عنه عما رماه به المعتزلة أنه كان يقول:" إن القرآن بعض الخالق "، هكذا حكاه عنه زرقان المعتزلي، قال شيخ الإسلام: إن ما ذكره محمد بن شجاع عن فرقة أنها قالت: إن القرآن هو الخالق، وفرقة قالت: هو بعضه، وحكاية زرقان أن القائل بهذا هو وكيع بن الجراح " (3) هو من باب النقل بتأويل الفاسد، وكذلك قوله: إن فرقة قالت: إن الله بعض القرآن وذهب إلى أنه سمي فيه، فلما كان اسم الله في القرآن والاسم هو المسمى كان الله في القرآن وذلك أن الذي قاله وكيع قاله سائر الأئمة إن القرآن من الله، يعنون أن القرآن صفة الله وأن الله تعالى هو المتكلم به، وأن الصفة هي تدخل في مسمى الموصوف كما قال مالك بن أنس: القرآن كلام الله من الله، ليس شيء من الله مخلوقا.
وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: أدركت الناس ما يتكلمون في هذا ولا عرفنا هذا إلا بعد، فمنذ سنين القرآن كلام الله منزل من عند الله لا يؤول إلى خالق ولا مخلوق، منه بدأ، وإليه يعود، هذا الذي لم نزل عليه، ولا نعرف غيره.
(1) الأسماء والصفات (248).
(2)
السنة لعبد الله بن أحمد (8) وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (1/ 249).
(3)
وانظر أيضا مقالات الإسلاميين للأشعري (586).
ثم ساق كلام أهل العلم كأحمد وعمرو بن دينار، ووكيع، وقال: وكذلك فسره أحمد، ونعيم بن حماد، والحسن بن الصباح البزار، وعبد العزيز بن يحيى الكناني، فهذا لفظ وكيع الذي سماه زرقان، وهو لفظ سائر الأئمة الذين حرف محمد بن شجاع قولهم، فإن قولهم: كلام الله من الله يريدون به شيئين:
أحدهما: أنه صفة من صفاته والصفة مما تدخل في مسمى اسمه، وهذا كما قال الإمام أحمد فالعلم من الله، وله، وعلم الله منه، وكقوله وقول غيره من الأئمة ما وصف الله من نفسه، وسمى من نفسه، ولا ريب أن هذا يقال في سائر الصفات كالقدرة، والحياة، والسمع، والبصر، وغير ذلك فإن هذه الصفات كلها من الله أي مما يدخل في مسمى اسمه.
والثاني: يريدون بقولهم: " كلام الله منه " أي خرج منه، وتكلم به كقوله:{كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَاّ كَذِبًا} (1)، وذلك كقوله:{وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} (2)، وقوله:{تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} (3)، وهذا اللفظ والمعنى مما استفاضت به الآثار، ثم ذكر أقوال أهل العلم في المسألة وقال: وإنما سمى - والله أعلم - زرقان وكيعا لأنه كان من أعلم الأئمة بكفر الجهمية، وباطن قولهم، وكان من أعظمهم ذما لهم، وتنفيرا عنهم فيعم الجهمية من ذمه لهم ما لم يبلغهم من ذم غيره، إذ هم من أجهل الناس بالآثار النبوية وكلام السلف والأئمة كما يشهد بذلك كتبهم، ومحمد ابن شجاع هذا منهم في روايته. . . ثم نقل أقوال وكيع من كتاب أفعال العباد، مستدلا بما قال، ثم ذكر عن البخاري نصا عن عبد الله بن إدريس عن الصلاة خلف أهل البدع، وجاء فيه أنه قال عبد الله بن إدريس فأتيت وكيعا فوجدته من أعلمهم بهم، فقال: يكفرون من وجه كذا، ويكفرون من وجه كذا، ويكفرون من وجه كذا، حتى أكفرهم من كذا وكذا وجها.
ثم قال شيخ الإسلام: وهكذا رأيت الجاحظ قد شنع على حماد بن سلمة، ومعاذ ابن معاذ قاضي البصرة بما لم يشنع على غيرهما، لأن حمادا كان معتنيا بجمع أحاديث
(1) سورة الكهف الآية 5
(2)
سورة السجدة الآية 13
(3)
سورة الزمر الآية 1