الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ب -
الإعداد الوجداني:
والإسلام في إعداده الفرد من الناحية الوجدانية، لا يدانيه أي نظام تربوي سواه، فإن شريعة الله الخالدة، وهي صادرة من العليم الخبير، تمنح الفرد قوة إيمانية دافعة، وطمأنينة مطلقة في نفسه، وسحرا وجدانيا فذا. إيمانا يجعله على يقين بأن ما هو عليه حق لا يتطرق إليه الشك، ويورثه الثقة في نفسه، ومنهج حياته وطمأنينته لا يتطرق إليها القلق، أو ينفذ إليها الخوف فيمارس الصراحة في القول والقوة في النفس، والثقة بأنه يسير في طريق سلام العالم، وسلام النفس، ويتحرر من العبوديات والتبعيات لغير الحق، وتتكون عنده رباطة الجأش وقوة الشكيمة.
وهذه التربية الوجدانية تجعل للمسلم معايير بانية، وصادقة في عمليات الحب والكره، ومعرفة النافع من الضار، وانشراح الصدر وسلامة السيرة والسريرة، وهذا اللون من التربية مهم جدا في بناء الشخصية المسلمة المتكاملة القادرة على المضي في طريق الخير المؤثرة في الحياة.
جـ -
الإعداد الجسمي:
والجسم يعد وعاء الروح والعمل، وهو الوسيلة لتحقيق تطلعاتهما في الواقع، له أهميته البالغة في نظر الإسلام؛ ولذا فإنه يأخذ بكل وسيلة أو خبرة تزيد في نمو الجسم وسلامته وقوته، من الممارسات البدنية والمزاولات اليدوية، التي تزيد الجسم قوة وصلابة، وتباعد بينه وبين الترهل والخمول والدعة والهبوط، ثم إنه من ناحية أخرى يزوده بالحقائق العلمية، والمعارف التي من شأنها الأخذ بأسباب الصحة العامة، وقواعد التغذية السليمة والعادات الكريمة، في الأكل والشرب والحركة والراحة والنوم وغيرها.
ومعرفة طرق الوقاية من الأمراض على اختلاف أنواعها، وتعدد أسبابها. وآداب الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك معروفة، وكلها تهدف إلى بناء الشخصية المسلمة، إعدادا جسميا، يتلاءم مع رسالته في الناس والمستقبل الذي ينتظره، فإن العقل السليم في الجسم السليم «والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير (1)» . والقوة
(1) حديث رواه مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه.