الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجزائري، والزركلي (1)، وغيرهم كثير (2).
وهذا المطلب في حد ذاته كاف كرد إجمالي على تلك المطاعن جميعا.
(1) خير الدين الزركلي المؤرخ السوري المشهور وصاحب كتاب الأعلام، وقد مدح الشيخ في ترجمته له 6/ 257
(2)
نظر جميع ذلك ما خلا الجبرتي في: "محمد بن عبد الوهاب في التاريخ " عبد الله بن سعد الرويشد 408، 409
ثالثا:
علماء الدعوة وتكفير المسلمين:
جاءت هذه الفرية على لسان بيوركمان بقوله: " يرى الوهابيون في أنفسهم أنهم وحدهم هم الموحدون، وأن سائر المسلمين مشركون "(1).
(1) الدائرة، الأولى 13/ 217، شرك، بيوركمان
وهذه الفرية نشرها ابن عابدين في حاشيته (1)، وابن دحلان حيث يقول عن محمد بن عبد الوهاب:" وسعى بالتكفير للأمة خاصها وعامها وقاتلها على ذلك جملة إلا من وافقه على قوله ".
إن محمد بن عبد الوهاب وأتباعه لا يكفرون عموم المسلمين؛ وإنما يكفرون من قامت عليه الحجة بالعلم ثم أشرك مع الله غيره بعبادة القبور، أو بموالاة عبادها على أهل التوحيد، أو عمل ناقضا من نواقض الإسلام المجمع عليها.
قال محمد بن عبد الوهاب: " فإن قال قائلهم: إنهم يكفرون بالعموم، فنقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، الذي نكفر الذي يشهد أن التوحيد دين الله ودين رسوله، وأن دعوة غير الله باطلة، ثم بعد هذا يكفر أهل التوحيد، ويسميهم الخوارج، ويتبين مع أهل القبب على أهل التوحيد ".
(1) رد المحتار 3/ 309، دار إحياء التراث العربي، بيروت، دطت
وقال أيضا: " وأما التكفير، فأنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعدما عرفه سبه ونهى الناس عنه، وعادى من فعله، فهذا هو الذي أكفر، وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك "(1).
وقال عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب مدافعا عن مذهبه وردا على ما قاله له: " إنك ضللت وكفرت من خالف مذهبك في الصفات " فقال: " إن الأمة اختلفوا في هذه المسائل اختلافا كثيرا، ولم يكفر بعضهم بعضا؛ وإنما يكفرون من خالف نص كتاب أو سنة، وقامت عليه الحجة، واعتقد أن الحق خلاف ذلك.
وأما نحن فلم نكفر أحدا بهذه الأمور، وإنما كفرنا من أشرك بالله وعبد معه غيره، وقامت عليه الحجة، واستهزأ بالدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم أو شيء منه، أو كرهه وأبغضه، والأدلة على ذلك كثيرة من الكتاب والسنة، كقوله تعالى:{إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} (2)
(1) رسالة محمد بن عبد الوهاب إلى من يصل إليه من المسلمين ضمن الدرر السنية في الأجوبة النجدية 1/ 51
(2)
سورة المائدة الآية 72
وقال لنبيه صلى الله عليه وسل: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} (1)، وقال تعالى:{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ} (2)، وقال تعالى:{قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} (3){لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (4) وقال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} (5)، وقال عبد اللطيف بن عبد الرحمن:" وأما القول بأننا نكفر الناس عموما، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفر من لم يكفر ولم يقاتل " ومثل هذا، وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله، إذا كنا لا نكفر من عبد القبور من العوام لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم؛ فكيف نكفر
(1) سورة الزمر الآية 65
(2)
سورة الحج الآية 31
(3)
سورة التوبة الآية 65
(4)
سورة التوبة الآية 66
(5)
سورة محمد الآية 9