الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نهار رمضان بغير عذر إلا أن يجيء تائبا، أو لحق آدمي وهو له إسقاطه كشتم آخر وضربه. . . " (1).
وجاء في روضة الطالبين: " من الأصحاب من يخص لفظ التعزير بضرب الإمام أو نائبه للتأديب في غير حد، ويسمي ضرب الزوج زوجته، والمعلم الصبي، والأب ولده تأديبا لا تعزيرا، ومنهم من يطلق التعزير على النوعين، وهو الأشهر، فعلى هذا مستوفي التعزير: الإمام والزوج والأب والمعلم والسيد أما الإمام فيتولى بالولاية العامة إقامة العقوبات حدا وتعزيرا. والأب يؤدب الصغير تعليما وزجرا عن سيئ الأخلاق، وكذا يؤدب المعتوه بما يضبطه، ويشبه أن تكون الأم في زمن الصبا في كفالته كذلك، كما ذكرنا في تعليم أحكام الطهارة والصلاة والأمر والضرب عليها أن الأمهات كالآباء. والمعلم يؤدب الصبي بإذن الولي ونيابة عنه. والزوج يعزر زوجته في النشوز وما يتعلق به، ولا يعزرها فيما يتعلق بحق الله تعالى. والسيد يعزر في حق نفسه، وكذا في حق الله تعالى على الأصح "(2)
(1) شرح الزرقاني على خليل 8/ 115
(2)
. روضة الطالبين 10/ 175
ثالثا:
علانية التعزير:
لما كان أمر التعزير متروكا لولي الأمر يختار ما يراه من العقوبات موافقا للمصلحة ورادعا للجاني؛ فقد ذكر الفقهاء التشهير كنوع من أنواع التعزير، متى ما رأى ولي الأمر المصلحة
في ذلك.
جاء في السياسة الشرعية لابن نجيم: " ويجوز في نكال التعزير أن يجرد من ثيابه، إلا قدر ما يستر عورته، ويشهر في الناس، وينادى عليه بذنبه إذا تكرر منه ولم يقلع عنه. . . "(1). وجاء في شرح الزرقاني: " وعزر شاهدا بزور في الملأ بنداء (2).
وجاء في الأحكام السلطانية لأبي يعلى: " ويجوز أن ينادى عليه بذنبه إذا تكرر منه ولم يقلع عنه "(3).
ودليل الفقهاء رحمهم الله لمسألة التشهير ما يلي:
1 -
فعل عمر رضي الله عنه حيث أتي بشاهد زور، فوقفه للناس يوما إلى الليل يقول: هذا فلان يشهد بزور فاعرفوه، ثم حبسه (4).
(1) السياسة الشرعية لابن نجيم ص58، والأحكام السلطانية للماوردي في ص 390
(2)
شرح الزرقاني على خليل 8/ 115.
(3)
الأحكام السلطانية لأبي يعلى ص 283
(4)
أخرجه عبد الرزاق 8/ 325، والبيهقي 10/ 141 واللفظ له.
2 -
وكتب عمر رضي الله عنه إلى عماله بالشام في شاهد الزور أن يجلد أربعين جلدة، وأن يسخم (1) وجهه، وأن يحلق رأسه وأن يطال حبسه (2).
3 -
وأمر رضي الله عنه بشاهد الزور أن يسخم وجهه، يلقى في عنقه عمامته، ويطاف به في القبائل، ويقال: إن هذا شاهد الزور فلا تقبلوا له شهادة (3).
4 -
وكان علي رضي الله عنه إذا أخذ شاهد زور بعث به إلى عشيرته فقال: إن هذا شاهد زور فاعرفوه، وعرفه، ثم خلى سبيله (4).
5 -
وأقام شريح رحمه الله شاهد الزور على مكان مرتفع (5).
6 -
وأتي شريح رحمه الله بشاهد زور فنزع عمامته، وخفقه خفقات بالدرة، وبعث به إلى المسجد ليعرفه الناس (6).
7 -
وكان شريح رحمه الله يؤتى بشاهد الزور، فيطوف به في أهل مسجده، وسوقه، فيقول: إنا قد زيفنا شهادة هذا (7).
(1) أي يسود. القاموس المحيط 4/ 129.
(2)
أخرجه عبد الرزاق 8/ 326 واللفظ له، والبيهقي 10/ 142
(3)
أخرجه عبد الرزاق 8/ 327.
(4)
رواه البيهقي 10/ 142 وفيه انقطاع.
(5)
أخرجه عبد الرزاق 8/ 326
(6)
أخرجه عبد الرزاق 8/ 326 واللفظ له، والبيهقي 10/ 142
(7)
أخرجه البيهقي 10/ 142