الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رابعا:
مكان التعزير:
ذكر الفقهاء رحمهم الله أن التعزير لا يقام في المساجد.
جاء في روضة الطالبين: " لا تقام الحدود في المسجد ولا التعزير، فإن فعل وقع الموقع، كالصلاة في أرض مغصوبة "(1).
واستدل الفقهاء لقولهم: إن التعزير لا يقام في المساجد بما يلي:
1 -
حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستقاد في المسجد، وأن تنشد فيه الأشعار، وأن تقام فيه الحدود (2)» .
(1) روضة الطالبين 10/ 172
(2)
رواه أبو داود 4/ 629 واللفظ له، وأحمد 3/ 434، والدارقطني 3/ 85، والبيهقي 8/ 328
2 -
وبما رواه الترمذي وابن ماجه والدارمي وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقام الحدود في المساجد ولا يقتل الوالد بالولد (1)» .
3 -
وقول عمر رضي الله عنه لما أتي برجل في شيء قال: أخرجاه من المسجد واضرباه (2).
4 -
ولأنه لا يؤمن في التعزير أن يشق الجلد بالضرب، فيسيل منه الدم، أو يحدث من شدة الضرب فينجس المسجد (3).
وقد أمر الله تعالى بتطهيره فقال عز وجل: {أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (4).
(1) رواه الترمذي 4/ 12، واللفظ له، وقال: هذا حديث لا نعرفه بهذا الإسناد مرفوعا إلا من حديث إسماعيل بن مسلم أو إسماعيل بن مسلم المكي وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، ورواه أيضا ابن ماجه 2/ 867، والدارمي 2/ 190
(2)
أخرجه عبد الرزاق 10/ 23
(3)
الحاوي 13/ 441، والمهذب 2/ 368، ومغني المحتاج 4/ 191، والكافي 4/ 237
(4)
سورة البقرة الآية 125
5 -
ولأن إقامة التعزير في المساجد مؤذ للمصلين فيها (1).
6 -
ولأن المساجد لم تبن لهذا، وإنما بنيت للصلاة وقراءة القرآن وذكر الله تعالى (2)، ويدل لذلك:
أ- حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا (3)» .
ب- وقد نشد رجل في المسجد فقال: من دعا إلى الجمل الأحمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا وجدت، إنما بنيت المساجد لما بنيت له (4)» .
وقال النووي: " وقوله صلى الله عليه وسلم: «إنما بنيت المساجد لما بنيت له (5)» معناه لذكر الله تعالى، والصلاة، والعلم، والمذاكرة في الخير، ونحوها "(6).
وإذا ثبت أن الحدود والتعازير لا تقام في المساجد نظر في المجلود: فإن كان متهافتا في ارتكاب المعاصي، أظهر تعزيره في مجامع الناس ومحافلهم؛ ليزداد به نكالا وارتداعا، وإن كان
(1) الحاوي 13/ 441
(2)
المغني مع الشرح الكبير 10/ 340
(3)
مسلم بشرح النووي 5/ 54
(4)
صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (890)، سنن ابن ماجه المساجد والجماعات (802)، مسند أحمد (4/ 244).
(5)
صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (890)، سنن ابن ماجه المساجد والجماعات (802)، مسند أحمد (4/ 244).
(6)
شرح النووي على مسلم 5/ 55