الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإنني بعد الفراغ من كتابة هذا البحث عن نداء الله عز وجل نبينا عليه الصلاة والسلام في القرآن، وقفت على الكثير من الثمرات المباركة والنتائج الطيبة، أجملها فيما يلي:
* أن الله عز وجل امتن على هذه الأمة ببعثة نبينا عليه الصلاة والسلام، وأنزل عليه أفضل كتبه القرآن الكريم، وأوجب على الأمة الإيمان به ومحبته وطاعته.
*عظم الله سبحانه منزلة رسوله عليه الصلاة والسلام عنده وأعلى قدره، وخصه بفضائل ومحاسن تدل على شرفه ورفعة مكانته، وأثنى عليه بها، والعلم بهذا يزيد القلب إيمانا به ومحبة وطاعة وتوقيرا له.
* وقد جاء في القرآن الكريم ما يدل على سمو مكانته، وعلو مرتبته عند ربه، ومن ذلك نداؤه بوصفه الشريف (الرسول) في موضعين، و (النبي) في ثلاثة عشر موضعا، كما نودي أيضا بوصفين مشتقين من حالته التي كان عليها، تأنيسا ولطفا به، وهما: المزمل، المدثر.
* رجحت ما اختاره المحققون من أهل العلم من أن (طه) و (يس) ليسا اسمين للنبي صلى الله عليه وسلم، إنما هما من الحروف المقطعة التي استأثر الله بمراده منها.
* جاء نداء الكفار لنبينا صلى الله عليه وسلم في قوله:
{وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} (1) استهزاء وتهكما وسخرية به، أما قول من قال: إن النداء من الله، وإنما قولهم هو:{إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} (2) فتفكيك للكلام، ظاهر فيه التكلف.
* تضمنت الآيات التي نودي فيها عليه الصلاة والسلام الكثير من الأحكام الشرعية مما هو خاص به عليه الصلاة والسلام، أو ما يشترك معه فيه أفراد أمته.
* في العلم بأساليب ندائه عليه الصلاة والسلام وما تضمنته هذه الآيات من نكات بلاغية ولطائف بيانية تخدم هذا الغرض- وجوب الأدب معه عليه الصلاة والسلام واحترامه وتوقيره، فلا ينادى باسمه المجرد، ولا يرفع الصوت فوق صوته، ولا يتقدم على سنته برأي أو هوى، بل لا بد من محبته واتباعه وإجلاله ودعوة الناس إلى سنته.
* جاء في سبب نزول بعض الآيات جملة من الأقوال، ولا شك أن العلم بها ومعرفتها معين على فهم الآية، فالعلم بالسبب معين على معرفة المسبب.
* الغالب في القرآن الكريم إتيان الأمر والنهي والاستفهام بعد النداء، خلافا للكوفيين الذين يرون وجوبه، وسبب كثرته أنه يعد النفس ويهيئها لتلقي ما يقال لها، فإذا جاء بعده الأمر- وهو الأكثر- والنهي والاستفهام قابل نفسا مستعدة للقبول والانقياد، ومن ذلك ما جاء في نداء الله نبيه عليه الصلاة والسلام.
* جاء نداء نبينا عليه الصلاة والسلام بوصفه الشريف، وكذا في
(1) سورة الحجر الآية 6
(2)
سورة الحجر الآية 6
معظم الإخبار عنه، وقد يجيء الإخبار عنه باسمه العلم مع إضافة صفة الرسول إليه، أو الإشارة إلى رسالته، وقد سبق بيان هذا.
* ظهر فيما سبق جرأة الزمخشري ومن تبعه على مقام النبوة، وسوء تعبيره مع النبي صلى الله عليه وسلم، واتهامه بما يبرأ عنه آحاد أمته، فكيف به عليه الصلاة والسلام، وقد انبرى العلماء في الرد عليه وبيان خطئه، فكفوا وشفوا.
* تبين لنا أن المعاني التي تضمنها نداؤه عليه الصلاة والسلام تجتمع في أربعة أمور: الأمر بإبلاغ الرسالة وما يتعلق بها. الحث على الجهاد في سبيل الله عز وجل وما يتصل به. الأمر بتقوى الله سبحانه ورعايتها. بيان بعض الأحكام المتعلقة بالنساء، سواء كان خاصا به عليه الصلاة والسلام مع أهله، أو ما يشترك معه فيه أفراد أمته.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.