الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل شيخ
مفتي عام المملكة العربية السعودية
س: هل يجوز
الدعاء في السجود بأمور الدنيا
؟
ج: السنة أن يبدأ المصلي في سجوده بالأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فيبدأ بقول: سبحان ربي الأعلى، يقولها عشر مرات هذا هو الكمال، قال العلماء وأدنى الكمال في ذلك تكرارها ثلاث مرات، والمجزئ منها مرة واحدة.
ودليل هذا ما جاء عند الخمسة إلا الترمذي، عن حذيفة رضي الله عنه في حديث صلاته مع النبي صلى الله عليه وسلم بالليل قال:«صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى (1)» . . . الحديث. وفي حديث عقبة بن عامر قال: «لما نزلت: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعلوها في سجودكم (3)» . ودليل كون الكمال عشرا ما رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي عن سعيد بن جبير عن أنس قال: «ما صليت وراء أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى-
(1) صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (772)، سنن الترمذي الصلاة (262)، سنن النسائي الافتتاح (1008)، سنن أبو داود الصلاة (871)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (888)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 398)، سنن الدارمي الصلاة (1306).
(2)
سنن أبو داود الصلاة (869)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (887)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 155)، سنن الدارمي الصلاة (1305).
(3)
سورة الأعلى الآية 1 (2){سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}
يعني عمر بن عبد العزيز - قال: فحزرنا في ركوعه عشر تسبيحات، وفي سجوده عشر تسبيحات (1)».
ثم إذا زاد العبد بعد ذلك دعاء مأثورا أو ذكرا يشرع في السجود فحسن ومن ذلك قول: سبوح قدوس رب الملائكة والروح، ومثل قول: سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي. ومثل أن يقول العبد: اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله وأوله وآخره وسره وعلانيته. ولا بأس أن يدعو العبد ربه بما شاء من حوائجه فإن الطلب من الله والتذلل له مقتضى الألوهية والتعبد لله عز وجل، وإجابة الداعي من مقتضى ربوبية الله سبحانه لجميع خلقه، ومتى استشعر العبد ذلك عظم في قلبه نور التوحيد والإيمان وفزع إلى ربه في كل ما يهمه من أمور دينه ودنياه ومن كانت هذه حاله فليبشر وليؤمل خيرا.
والسجود موضع من المواضع التي يرجى فيها الإجابة فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم (2)» .
(1) سنن النسائي التطبيق (1135)، سنن أبو داود الصلاة (888)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 225).
(2)
صحيح مسلم الصلاة (479)، سنن النسائي التطبيق (1120)، سنن أبو داود الصلاة (876)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 219)، سنن الدارمي الصلاة (1325).
س: لدينا إمام مسجد يجهر بالقراءة في جميع أوقات الصلوات كالظهر والعصر وأواخر المغرب والعشاء فما حكم عمله هذا؟
ج: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بنقل الخلف عن السلف أنه كان يسر في صلاتي الظهر والعصر، ويجهر في الأوليين المغرب والعشاء، وكذلك يجهر في ركعتي الفجر.
ومن ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين من الظهر والعصر بفاتحة الكتاب وسورة سورة، ويسمعنا الآية أحيانا (1)» .
وله أيضا عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة قال: «قلت لخباب بن الأرت: أكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم. قلت: بأي شيء كنتم تعلمون قراءته؟ قال: باضطراب لحيته (2)» .
وفي الصحيح أيضا عن جبير بن مطعم أنه قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالطور (3)» . وهذا يدل على جهره بها صلى الله عليه وسلم. وفي العشاء صح الحديث عن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قال: «سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ: والتين والزيتون في العشاء، وما سمعت أحدا أحسن صوتا منه أو قراءة (4)» . وفي الفجر أيضا ثبت عنه صلى الله عليه وسلم الجهر بالقراءة فيها.
ومن جهر أحيانا في موضع الإسرار أو أسر أحيانا في موضع الجهر كره له ذلك، وصحت صلاته.
وما ذكر في السؤال من أن الإمام مواظب على الجهر في جميع الصلوات هذا بدعة؛ لمخالفته الواضحة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وما جرى عليه عمل المسلمين من الصحابة فمن بعدهم، والواجب على الإمام الانكفاف عن هذا، وإلا فالواجب
(1) صحيح البخاري الأذان (762)، صحيح مسلم الصلاة (451)، سنن النسائي الافتتاح (976)، سنن أبو داود الصلاة (798)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (829)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 307)، سنن الدارمي الصلاة (1293).
(2)
صحيح البخاري الأذان (761)، سنن أبو داود الصلاة (801)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (826)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 112).
(3)
صحيح البخاري الأذان (765)، صحيح مسلم الصلاة (463)، سنن النسائي الافتتاح (987)، سنن أبو داود الصلاة (811)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (832)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 84)، موطأ مالك النداء للصلاة (172)، سنن الدارمي الصلاة (1295).
(4)
صحيح البخاري الأذان (769)، صحيح مسلم الصلاة (464)، سنن الترمذي الصلاة (310)، سنن النسائي الافتتاح (1001)، سنن أبو داود الصلاة (1221)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (835)، موطأ مالك النداء للصلاة (176).