الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ترجمة المؤلف:
أولا: اسمه وكنيته ولقبه ونسبه:
هو عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر الجماعيلي الصالحي الدمشقي الحنبلي، أبو محمد، موفق الدين.
ثانيا: مولده:
ولد أبو محمد رحمه الله تعالى في شهر شعبان من سنة 541هـ، بقرية من قرى فلسطين اسمها " جماعيل " ثم انتقل إلى دمشق سنة 551 هـ، وعمره إذ ذاك عشر سنوات.
ثالثا: طلبه للعلم ورحلاته فيه:
بدأ أبو محمد رحمه الله تعالى طلب العلم قديما، فحفظ القرآن الكريم وهو صغير، ثم حفظ بعض المتون، ومن أهمها: مختصر أبي القاسم الخرقي في فقه الحنابلة.
والمتتبع لحال أهل ذلك الوقت يجد أنهم كانوا يحرصون على الرحلات العلمية، غير أن أبا محمد كان حظه منها قليلا مقارنة بغيره من طلبة العلم في ذلك العصر، ولعل العلة في ذلك أن العلماء في ذلك الوقت كان أكثرهم ما بين مقيم بأرض العراق ومقيم بأرض الشام، حيث إن أبا محمد رحل- أولا- من أرض فلسطين إلى دمشق مع أهله، وهذه الرحلة ليست رحلة علمية قام بها بنفسه إنما كانت تبعا لأهله، ثم رحل سنة 561 هـ إلى بغداد،
وأخذ عن كبار علمائها، ومن أجلهم: عبد القادر الجيلي الحنبلي، ثم عاد إلى دمشق، وفي طريقه إليها أخذ عن بعض علماء الموصل. وفي سنة 567 هـ رحل مرة أخرى إلى بغداد، ثم عاد بعد إلى دمشق الشام.
رابعا: عقيدته:
عقيدته في توحيد الأسماء والصفات على سبيل الإجمال: خصصت الكلام هنا عن عقيدته بتوحيد الأسماء والصفات؛ لأنها متعلق هذه الرسالة، وقد كتب في عقيدته الباحث علي بن محمد الشهراني بحثا بعنوان:" منهج ابن قدامة في تقرير عقيدة السلف وموقفه من المخالفين لها ".
فالإمام الموفق رحمه الله تعالى على عقيدة السلف أهل الحديث في باب أسماء الله تعالى وصفاته، وطريقته هي طريقتهم، وكتبه في الاعتقاد شاهدة على ذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " وأما أبو عبد الله بن بطة، فطريقته طريقة المحدثين المحضة، كأبي بكر الآجري في الشريعة، واللالكائي في السنة، والخلال مثله قريب منه، وإلى طريقته يميل الشيخ أبو محمد ومتأخروا المحدثين (1)، غير أن بعض المتأخرين رماه بشيء من التفويض، بل إن بعض العلماء حكم عليه بذلك؛ قال الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله تعالى (ت 1415هـ): " وقد غلط ابن قدامة في لمعة
(1) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (6/ 52، 53).
الاعتقاد، وقال بالتفويض، ولكن الحنابلة يتعصبون للحنابلة؛ لذلك يتعصب بعض المشايخ في الدفاع عن ابن قدامة، ولكن الصحيح أن ابن قدامة مفوض (1)، وذلك لما في بعض عبارته من الإجمال الذي قد يفهم منه ذلك، كقوله في لمعة الاعتقاد: -". . . وما أشكل من ذلك - يعني مما جاء في القرآن والسنة من الصفات - وجب إثباته لفظا، وترك التعرض لمعناه، ونرد علمه إلى قائله (2).
وإن الناظر في كتبه والفاحص لها، يجزم أن الموفق رحمه الله تعالى لم يرد بذلك تفويض المعنى الذي يقول به أهل التفويض، وإنما كلامه لا يخرج عن أحد أمرين:
أحدهما: نفي الكلام بالكيفيات.
ثانيهما: نفي المعاني الباطلة التي صرف المتكلمون نصوص الصفات إليها.
والأمران كلاهما صحيحان، حيث إن العلم بالكيفية لا سبيل إليه، وقد اتفق السلف على ذلك، ومقولتهم في هذا مشهورة حيث روى جماعة من السلف قولهم:" الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة "، وعلى الاستفهام قس باقي الصفات، فهذا منهجهم
(1) فتاوى ورسائل سماحة عبد الرزاق عفيفي (ص 348).
(2)
لمعة الاعتقاد (ص4)
فيها كلها.
وممن أورد هذا القول: ابن قدامة، ولو كان يريد نفي المعاني، لكان استدلاله به حجة عليه.
وأما نفي المعنى ويقصد به نفي المعاني الباطلة، فهذا- أيضا- مأثور عن السلف، فقد قال الإمام محمد بن الحسن الشيباني (ت 189) - رحمه الله تعالى: " اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب، على الإيمان بالقرآن والأحاديث، التي
جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب عز وجل من غير تفسير، ولا وصف، ولا تشبيه، فمن فسر اليوم شيئا منها، فقد خرج مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وفارق الجماعة، فإنهم لم يصفوا، ولم يفسروا، ولكنهم أفتوا بما في الكتاب والسنة، ثم سكتوا، فمن قال بقول جهم، فقد فارق الجماعة؛ لأنه قد وصفه بصفة لا شيء " (1).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بعد إيراده لهذا: " وقوله: من غير تفسير، أراد به تفسير الجهمية المعطلة، ابتدعوا تفسير الصفات بخلاف ما كان عليه الصحابة التابعون من الإثبات "(2).
ومثل هذا قول الإمام أحمد رحمه الله تعالى بعد أن ذكر الأحاديث في الصفات: " هذه الأحاديث نؤمن بها، ونصدق بها، لا كيف ولا معنى، ولا نرد شيئا منها ".
يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله تعالى: قوله: لا معنى، أي: لا نثبت لها معنى يخالف ظاهرها، كما
(1) أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (2/ 432).
(2)
الفتوى الحموية الكبرى ص (332، 333).
فعله أهل التأويل، وليس مراده نفي المعنى الصحيح الموافق لظاهرها الذي فسرها به السلف، فإن هذا ثابت (1).
وقال أبو محمد البربهاري (ت 329) رحمه الله تعالى: " وكل ما سمعت من الآثار شيئا مما لم يبلغه عقلك- وذكر أحاديث في الصفات- فعليك بالتسليم والتفويض والرضا، ولا تفسر شيئا من هذه بهواك، فإن الإيمان بهذا واجب، فمن فسر شيئا من هذا بهواه ورده فهو جهمي "(2).
فهذه الآثار تدل على أن العلماء حينما ينهون عن تأويل الصفات وتفسيرها، فإنهم إنما أرادوا بذلك التفسير المحدث.
فتبين بهذا أن ابن قدامة رحمه الله تعالى ليس مفوضا، حيث إنه برد متشابه كلامه إلى محكمه يتبين مراده، وكذا برد كلامه إلى كلام السلف، يتبين أنه لم يأت ببدع من القول، والله تعالى أعلم.
خامسا: شيوخه:
تتلمذ أبو محمد رحمه الله تعالى على عدد من العلماء الأجلاء، ونال منهم حظا وافرا من العلم، ومن هؤلاء العلماء: - أحمد بن صالح الجيلي البغدادي، المتوفى سنة 565 هـ.
(1) شرح لمعة الاعتقاد (ص 21)، انظر: الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد للشيخ عبد الله الجبرين (ص84، 85).
(2)
شرح السنة للبربهاري ص (31، 32).
- أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي والده، المتوفى سنة 558هـ (1).
- شهدة بنت أحمد بن الفرج الدينوري، الملقبة بفخر النساء، المتوفاة سنة 574 هـ.
- طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي المتوفى سنة 566 هـ (2).
- عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد بن الجوزي، أبو الفرج، المتوفى سنة 597 هـ.
- عبد القادر الجيلي، أبو محمد، المتوفى سنة 561 هـ.
- عبد الله بن أحمد الخشاب، أبو محمد النحوي، المتوفى سنة 567هـ.
(1) انظر في ترجمته: ذيل طبقات الحنابلة (2/ 61)، شذرات الذهب (4/ 182).
(2)
انظر في ترجمته: العبر (4/ 192، 193).
- عبد الله بن أحمد الطوسي، أبو الفضل، المتوفى سنة 578 هـ (1).
- محمد بن عبد الباقي البغدادي، أبو الفتح، المعروف بابن بطي، المتوفى سنة 564 هـ.
سادسا: تلامذته:
تتلمذ على يد أبي محمد رحمه الله تعالى طلبة كثيرون جدا ومن هؤلاء:
- إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل الواسطي الحنبلي، تقي الدين أبو إسحاق المتوفى سنة 692 هـ (2).
- أحمد بن محمد بن عبد الغني المقدسي، أبو العباس، تقي الدين، المتوفى سنة 643 هـ.
- عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي، أبو محمد، بهاء الدين المتوفى سنة 624 هـ.
(1) انظر في ترجمته: سير أعلام النبلاء (21/ 87 - 89)، طبقات الشافعية الكبرى (7/ 119، 120).
(2)
انظر في ترجمته: ذيل طبقات الحنابلة (2/ 329 - 331).
عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي، أبو القاسم، المعروف بأبي شامة، المتوفى سنة 665هـ.
- عبد الرحمن بن محمد بن أحمد المقدسي، أبو محمد، المتوفى سنة 682هـ.
- عبد العظيم المنذري، أبو محمد، المتوفى سنة 656 هـ.
- عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان الكردي الموصلي، أبو عمرو، المعروف بابن الصلاح المتوفى سنة 643هـ.
- محمد بن سعيد بن يحيى الواسطي الشافعي، أبو عبد الله، المعروف بابن الدبيثي، المتوفى سنة 637هـ.
- محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي، أبو عبد الله،
ضياء الدين، المتوفى سنة 643 هـ (1).
- محمد بن محمود بن حسن البغدادي، أبو عبد الله، المعروف بابن النجار، المتوفى سنة 643 هـ.
سابعا: مصنفاته:
ألف ابن قدامة رحمه الله تعالى مصنفات كثيرة، منها ما يتعلق بالتوحيد ومسائله، ومنها ما يتعلق بالفقه، ومنها ما يتعلق بأصول الفقه، ومنها ما يتعلق بالزهاد والرقائق، وغير ذلك، وإليك بعض هذه الكتب مرتبة ترتيبا هجائيا:
أولا: الكتب المطبوعة:
- الاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار.
- البرهان في بيان القرآن.
- التبيين في أنساب القرشيين.
- تحريم النظر في كتب الكلام.
- حكاية المناظرة في القرآن مع بعض أهل البدعة.
- ذم التأويل.
(1) انظر في ترجمته: سير أعلام النبلاء (23/ 126 - 130)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 236 - 240).
- ذم الوسواس.
- ذم ما عليه مدعو التصوف.
- الرد على ابن عقيل، وهو كتاب تحريم النظر في علم الكلام.
- الرقة والبكاء في أخبار الصالحين.
- روضة الناظر وجنة المناظر.
- الصراط المستقيم في إثبات الحرف القديم.
- عقيدة الموفق.
- العمدة في الفقه.
- فتيا في ذم الشبابة والرقص، وهو كتاب ذم ما عليه مدعو التصوف.
- قنعة الأريب في تفسير الغريب من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين.
- الكافي في الفقه.
- كتاب التوابين.
- كتاب المتحابين في الله.
- لمعة الاعتقاد.
- مسألة العلو.
- المغني شرح مختصر الخرقي في الفقه.
- المقنع في الفقه.
- وصية ابن قدامة.
ثانيا: الكتب غير المطبوعة:
- جواب مسألة وردت من صرخد في القرآن (1).
رسالة إلى الشيخ فخر الدين ابن تيمية في تخليد أهل البدع في النار.
- رسالة في التصوف (2)، ولعلها هي ذم ما عليه مدعو التصوف.
- رسالة في المذاهب الأربعة (3).
- الشافي (4).
- صفة الفلق (5).
- فضائل العشر.
(1) انظر: ذيل طبقات الحنابلة (2/ 139)، شذرات الذهب (5/ 90).
(2)
تاريخ الأدب العربي (1/ 398).
(3)
تاريخ الأدب العربي- الملحق (1/ 689).
(4)
انظر: البداية والنهاية (13/ 100).
(5)
انظر: معجم البلدان (2/ 160).
- فضائل عاشوراء.
- القدر.
- مختصر العلل للخلال.
- مختصر الهداية في أصول الفقه للكلوذاني.
- مشيخة ابن قدامة.
- مقدمة في الفرائض (1)
(1) انظر: هدية العارفين (1/ 460).