الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شيخ الإسلام في هذا الكتاب من نصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة تبين له أنه دفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحماية لجنابه من التعرض له بما لا يليق به، وهذا لا صلة له بالابتداع، هذا وليت الشنقيطي فكر في تعذر الجمع بين الأمور التي استدل بها على تبرير الاحتفال بالمولد، فإن كون الشيء الواحد مشروعا منكرا بدعة في آن واحد لا يتصور، لكن من تكلم فيما لا يحسنه أتى بالعجائب، هذا ما لزم بيانه وبالله التوفيق. (انتهى ملحق الرسالة الثانية).
الاحتفال بذكرى نزول القرآن بدعة
من محمد بن إبراهيم إلى سعادة وكيل وزارة الداخلية المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبالإشارة إلى خطابكم رقم 34 - 1 - 41143 - 3 وتاريخ 3/ 4/ 1396 هـ، المرفق به صورة مذكرة السفارة الباكستانية بجدة رقم ح و - 66 - س وتاريخ 14 يوليو 1966 المتضمنة أن حكومة الباكستان تنوي الاحتفال بذكرى الـ 1400 لنزول القرآن الكريم وبما أن المؤسسات الدينية في الباكستان تختلف آراؤها في تحديد تاريخ نزول القرآن الكريم بالضبط، فطلبت حكومة الباكستان من سفارتها أن تتصل بحكومة المملكة العربية السعودية للحصول على
التاريخ الصحيح الذي أنزل الله فيه القرآن. إلخ.
وعليه ونظرا لأن ما جاء بمذكرة السفارة الباكستانية تطرق إلى بحثين مهمين:
البحث الأول: عن وقت نزول القرآن الكريم.
البحث الثاني: عن جواز اتخاذ مثل هذا عيدا.
فلهذا نلفت النظر إلى ما يلي:
أولا: أما تاريخ نزول القرآن فإنه معروف لدى العلماء في كتب التفسير والحديث والتاريخ، بل ذكره الله في كتابه بقوله:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (1)، ولا شك أن بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وإنزال القرآن عليه من أكبر النعم التي أنعم الله بها على هذه الأمة، بل هي أكبرها على الإطلاق، فلهذا يجب أن تقابل بالشكر، والشكر إنما هو باتباع شريعته والاقتداء بهديه وهدي الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم.
أما البحث الثاني: هو جواز اتخاذ يوم نزول القرآن عيدا يتكرر بتكرر الأعوام، فهذا وإن كان قصد صاحبه حسنا إلا أنه لما لم يكن مشروعا، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من خلفائه الراشدين وسائر صحابته والتابعين لهم بإحسان،
(1) سورة البقرة الآية 185