الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن أمثلته أيضا كفر النعمة المذكور في قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ} (1).
وبذلك نخلص إلى أن المعاصي التي لا تصل إلى حد الكفر الأكبر كلها من نوع الكفر الأصغر، ذلك أنها ضد الشكر الذي هو العمل بالطاعة (2).
(1) سورة النحل الآية 112
(2)
مدارج السالكين ج 1، ص 365 و 200 سؤال وجواب ص 97، 98.
ج -
النفاق:
تعريفه: النفاق لغة: مصدر نافق ينافق نفاقا.
وهو: مأخوذ من النفق، وهو السرب في الأرض له مخلص إلى مكان آخر، وقيل: من النافقاء وهو مخرج خفي لليربوع.
وسمي المنافق منافقا؛ لأنه يستر كفره، وله وجهان، وجه ظاهر أمام المؤمنين ووجه خفي أمام أعدائهم، فشبه بمن يدخل النفق يستتر به ويخلص إلى مكان آخر، أو باليربوع عندما يضع له بابين بابا ظاهرا وبابا خفيا (1).
(1) انظر: لسان العرب مادة: نفق، ج 14، ص 243، والمصباح المنير مادة: نفق ص 618.
وفي الشرع: إظهار الدين وإبطان خلافه (1).
أنواعه: نظرا إلى أن المنافق يبطن ما يخالف الدين، فإن هذا المبطن إما أن يكون كفرا أو فسقا، وعليه فالنفاق نوعان:
النوع الأول: إذا أظهر الإيمان والتصديق وأبطن الكفر والتكذيب، وهذا هو النفاق الأكبر، وهو اعتقادي.
حكمه: مخرج من الدين بالكلية وموجب الخلود في النار في دركها الأسفل إن مات عليه (2).
قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} (3).
وقال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ} (4).
وقال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} (5).
أنواعه: هذا النفاق الاعتقادي أنواع منها:
(1) الفتاوى ج 11، ص 143.
(2)
الفتاوى، ج 11، ص 143، ومدارج السالكين، ج 1، ص 376، والتوحيد ص 16.
(3)
سورة البقرة الآية 8
(4)
سورة المنافقون الآية 3
(5)
سورة النساء الآية 145
1 -
اعتقاد كذب الرسول صلى الله عليه وسلم أو بعض ما جاء به.
2 -
بغض الرسول صلى الله عليه وسلم أو شيء مما جاء به.
3 -
المسرة بانخفاض الدين الإسلامي أو المساءة بظهوره وانتصاره.
4 -
تبييت الشر للمسلمين وتدبير المكائد لهم.
5 -
الرغبة في التحاكم إلى غير شرع الله.
6 -
موالاة الكافرين وإعانتهم على المسلمين.
تاريخه:
هؤلاء المنافقون موجودون في كل زمان، لا سيما عندما تكون للحق دولة ولا يستطيعون مقاومته في الظاهر، فإنهم يلجئون إلى النفاق؛ ليؤمنوا على دمائهم وأموالهم، وليكيدوا له ولأهله في الباطن؛ ولهذا نرى الدولة الإسلامية لما قامت في المدينة وانتصر المسلمون في بدر، لجأ أعداؤها في المدينة إلى النفاق (1).
أبرز صفات هؤلاء المنافقين: من أبرز صفاتهم ما يلي:
(1) انظر: تفسير ابن كثير ج 1 ص 47.
1 -
الجبن والهلع: قال تعالى: {وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ} (1).
2 -
الشح والبخل: قال تعالى: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ} (2).
3 -
المراوغة والتلون: قال تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} (3).
النوع الثاني: إذا أظهر الصدق والوفاء والأمانة، وأبطن الكذب والغدر والخيانة ونحو ذلك، وهذا هو النفاق الأصغر، وهو عملي (4).
حكمه: يكون صاحبه فاسقا (5)، وإذا كثر قد يكون صاحبه منافقا خالصا.
(1) سورة التوبة الآية 56
(2)
سورة التوبة الآية 54
(3)
سورة البقرة الآية 14
(4)
الفتاوى ج 11 ص 143.
(5)
الفتاوى ج 11 ص 143.