الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كل مسلم (1).
(1) انظر: شرح الطحاوية ص 371، 372، وفتح الباري ج 11، ص 302، والإرشاد ص 20.
جـ -
شروط العبادة:
للعبادة ثلاثة شروط لا قوام لها إلا بها.
الأول: صدق العزيمة:
والمراد به: بذل الجهد في تصديق القول بالفعل في امتثال أمر الله وترك نهيه وترك التكاسل عن طاعته عز وجل، ولا يكون هذا إلا إذا كان هناك إيمان؛ ذلك أن الصدق في الفعل ثمرة التصديق في القلب.
وهذا شرط في وجودها، ومتى اختل فإن العبادة تصبح مجرد تمنيات وآمال لا يكاد يهم بها المرء حتى تخبو إرادته.
من الأدلة على هذا الشرط قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (1)، وقال تعالى:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} (2)، وقال تعالى:{وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} (3).
وقال صلى الله عليه وسلم: «الكيس من دان نفسه وعمل لما
(1) سورة التوبة الآية 119
(2)
سورة الأحزاب الآية 23
(3)
سورة النساء الآية 124
بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني (1)».
الثاني: إخلاص النية:
وهو أن يكون مراد العبد من عمله وجه الله والدار الآخرة.
وهذا من شروط القبول، ومتى اختل هذا الشرط لم يقبل العمل لكونه من الشرك الأكبر أو الأصغر بحسب ما نقص من الإخلاص.
فإن كان الباعث على العمل من أصله هو إرادة غير الله فنفاق، وإن كان الباعث عليه أولا إرادة الله والدار الآخرة، لكن دخل الرياء في تزيين العمل، كان شركا أصغر، حتى إذا غلب عليه التحق بالأكبر.
من الأدلة على هذا الشرط ما يلي:
قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (2).
وقال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا} (3){وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} (4).
وقال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (5).
(1) رواه الترمذي برقم (2461) في صفة القيامة، باب 26، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وانظر: جامع الأصول حديث 8475 (المتن والحاشية).
(2)
سورة البينة الآية 5
(3)
سورة الإسراء الآية 18
(4)
سورة الإسراء الآية 19
(5)
سورة الكهف الآية 110
وقال صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه (1)» .
وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تبارك وتعالى: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه (2)» .
الثالث: موافقة الشرع:
والمراد به: أن لا يعبد الله إلا بما شرعه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأي عبادة مخالفة لذلك فهي بدعة وشرع ما لم يأذن به الله، وعليه فهي مردودة على صاحبها.
(1) رواه البخاري في الإيمان، باب ما جاء أن الأعمال بالنية، ومسلم في الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم:" إنما الأعمال بالنية "، وانظر: جامع الأصول حديث 9163.
(2)
أخرجه مسلم في الزهد، باب من أشرك في عمله غير الله، وانظر: جامع الأصول حديث 2651.