الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} (1)، وقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} (2).
تاسعا: أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر أن يقاتل الناس عليه وعلى مستلزماته كالشهادتين وبقية أركان الإسلام، قال صلى الله عليه وسلم:«أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله (3)» .
عاشرا: أنه هو المقصود بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
(1) سورة الزخرف الآية 45
(2)
سورة النساء الآية 48
(3)
أخرجه البخاري في الإيمان، باب فإن تابوا وأقاموا الصلاة، ومسلم في الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، انظر: جامع الأصول، حديث 35.
ج -
أساليب القرآن في الدعوة إليه:
من أساليب القرآن في الدعوة إلى توحيد الألوهية ما يلي:
1 -
أمره سبحانه وتعالى بعبادته والنهي عن عبادة ما سواه مثل قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} (1).
2 -
شهادته سبحانه وتعالى على هذا التوحيد كما شهدت ملائكته وأنبياؤه ورسله، قال تعالى:{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (2).
3 -
إخباره سبحانه وتعالى أنه خلق الخلق لعبادته كما في قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (3).
4 -
إخباره سبحانه أنه أرسل الرسل بالدعوة إلى عبادته والنهي عن عبادة ما سواه كما في قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (4).
5 -
الاحتجاج بتفرد الله بالربوبية وكمال التصرف والنفع والضر وغيرها من خصائص الربوبية على استحقاقه وحده للعبادة ووجوب إفراده بالألوهية،
(1) سورة النساء الآية 36
(2)
سورة آل عمران الآية 18
(3)
سورة الذاريات الآية 56
(4)
سورة النحل الآية 36
مثل قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (1){الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (2).
6 -
التنديد بما يتخذه الناس آلهة من دون الله، وإظهار حالها من العجز الشنيع والفقر البالغ والغفلة عمن يدعوها ويفزع إليها، مثل قوله تعالى:{أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} (3){وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ} (4).
وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ} (5){وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} (6).
وقوله تعالى {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ} (7).
(1) سورة البقرة الآية 21
(2)
سورة البقرة الآية 22
(3)
سورة الأعراف الآية 191
(4)
سورة الأعراف الآية 192
(5)
سورة الأعراف الآية 197
(6)
سورة الأعراف الآية 198
(7)
سورة النحل الآية 73
(8)
سورة الحج الآية 73
7 -
التشنيع بحال العابدين لهذه الآلهة الباطلة ورميهم بالضلال والسفه حيث رضوا لأنفسهم أن يعبدوا ما لا يسمع ولا يبصر، ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا، ولا تغني شفاعتهم عنهم شيئا، وذلك مثل قوله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام في خطابه لقومه:{قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ} (1){أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (2)
وقوله تعالى: {لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (3).
وقوله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} (4).
8 -
ومنها: بيان عاقبة المشركين الذين يعبدون غير الله، وبيان مآلهم مع من عبدوهم حيث تتبرأ تلك المعبودات من عابديها في أحرج المواقف، مثل قوله تعالى:
(1) سورة الأنبياء الآية 66
(2)
سورة الأنبياء الآية 67
(3)
سورة الأنبياء الآية 54
(4)
سورة الأحقاف الآية 5
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} (1){إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} (2){وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} (3).
وقوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} (4).
وقوله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} (5){وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} (6).
9 -
الاحتجاج بتفرد الله سبحانه وتعالى بكمال الأسماء والصفات وانتفاء ذلك عن آلهة المشركين، مثل قوله تعالى:{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (7)، وقوله تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (8)، وقوله تعالى عن
(1) سورة البقرة الآية 165
(2)
سورة البقرة الآية 166
(3)
سورة البقرة الآية 167
(4)
سورة فاطر الآية 14
(5)
سورة الأحقاف الآية 5
(6)
سورة الأحقاف الآية 6
(7)
سورة البقرة الآية 163
(8)
سورة الفاتحة الآية 2
خليله إبراهيم عليه السلام أنه قال لأبيه: {يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا} (1).
وقوله تعالى: {فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} (2).
وقوله تعالى: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا} (3).
10 -
الوعد لمن وحده والوعيد لمن أشرك به، قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (4).
وقال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} (5).
وقال تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (6).
11 -
ضرب الأمثلة التي تبين أن المشرك مهما عمل فلن ينال
(1) سورة مريم الآية 42
(2)
سورة مريم الآية 65
(3)
سورة الأعراف الآية 148
(4)
سورة النساء الآية 48
(5)
سورة المائدة الآية 72
(6)
سورة الزمر الآية 65
رضا معبوده؛ ذلك أن إرضاء أحد الشريكين مسخط للآخر على عكس الموحد كما قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (1).
12 -
رده على المشركين في اتخاذهم الوسائط بينهم وبينه بأن الشفاعة ملك له سبحانه لا تطلب إلا منه، ولا يشفع أحد عنده إلا بإذنه بعد رضاه عن المشفوع له، كما في قوله تعالى:{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ} (2){قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (3).
وقوله تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} (4).
13 -
بيان أن هؤلاء المعبودين لا يحصل منهم نفع لمن
(1) سورة الزمر الآية 29
(2)
سورة الزمر الآية 43
(3)
سورة الزمر الآية 44
(4)
سورة النجم الآية 26