الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مما ورد في الكتاب أو السنة تسميته كفرا.
أنواعه:
نوعان:
الأول: كفر أكبر: وهو كل ما يناقض الإيمان من اعتقاد أو قول أو عمل ويوجب لصاحبه الخروج من الملة والخلود في النار.
حكمه: مخرج من الملة وفي الآخرة مخلد في النار (1).
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} (2).
وهو أنواع منها:
أ - كفر التكذيب والإنكار: وهو اعتقاد كذب الرسول صلى الله عليه وسلم أو شيء مما جاء به، مثل التكذيب فيما ورد في الكتاب والسنة الصحيحة من علم المغيبات، والدليل قوله تعالى:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ} (3).
2 -
كفر الإباء والاستكبار مع التصديق: مثل كفر إبليس،
(1) درء تعارض العقل ج 1 ص 242، ومدراج السالكين ج 1، ص 364، والأحكام ج 1 ص 49.
(2)
سورة البينة الآية 6
(3)
سورة العنكبوت الآية 68
ومثل كفر من عرف صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه جاء بالحق من عند الله ولم ينقد له استكبارا، ومثل من يرفض الانقياد لأحكام الشريعة استكبارا.
قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (1).
3 -
كفر الشك: وهو أن يشك في الرسول صلى الله عليه وسلم أو في شيء مما جاء به، كأن يشك في البعث بعد الموت، والدليل قوله تعالى:{وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا} (2){وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا} (3){قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا} (4){لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا} (5).
4 -
كفر الإعراض:
وهو أن يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول: لا يصدقه ولا يكذبه، ولا يواليه ولا يعاديه، ولا يصغي إلى شيء مما جاء به ألبتة.
قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ} (6).
(1) سورة البقرة الآية 34
(2)
سورة الكهف الآية 35
(3)
سورة الكهف الآية 36
(4)
سورة الكهف الآية 37
(5)
سورة الكهف الآية 38
(6)
سورة الأحقاف الآية 3
5 -
كفر النفاق:
والمراد النفاق الأكبر، وهو إظهار دعوى الإيمان وإبطان التكذيب.
قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ} (1).
النوع الثاني: الكفر الأصغر:
وهو: كل معصية أطلق عليها الشارع اسم الكفر مع بقاء اسم الإيمان على عاملها (2).
حكمه: موجب لاستحقاق الوعيد دون الخلود (3).
مثاله: قتال المسلمين بعضهم بعضا، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، ونحو ذلك، قال صلى الله عليه وسلم:«لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض (4)» وقال صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر (5)» فأطلق على قتال
(1) سورة المنافقون الآية 3
(2)
200 سؤال وجواب ص 97.
(3)
مدارج السالكين ج 1، ص 364.
(4)
رواه البخاري ومسلم، البخاري ج 1 ص 38، ومسلم ج 1 ص 82.
(5)
رواه البخاري ومسلم، البخاري ج 1 ص 110، ومسلم ج 1 ص 81.
المسلمين بعضهم بعضا أنه كفر ومن يفعل ذلك كافرا، مع قوله تعالى:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} (1) فأثبت لهم الإيمان.
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن (2)» الحديث (3)، زاد في رواية:«ولا يقتل وهو مؤمن (4)» .
مع حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة " قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: " وإن زنى وإن سرق -ثلاثا - (5)» الحديث (6)، فهذا يدل على أن الإيمان لا ينتفي عن الزاني والسارق وشارب الخمر والقاتل؛ إذ لو انتفى بالكلية لم يثبت له دخول الجنة، وإنما ينتفي عنه كمال الإيمان.
(1) سورة الحجرات الآية 9
(2)
صحيح البخاري الفرائض (6810)، صحيح مسلم الإيمان (57)، سنن الترمذي الإيمان (2625)، سنن النسائي الأشربة (5660)، سنن أبي داود السنة (4689)، سنن ابن ماجه الفتن (3936)، مسند أحمد (2/ 386)، سنن الدارمي الأشربة (2106).
(3)
رواه البخاري ج 3 ص 178، ومسلم في كتاب الإيمان باب 24 برقم 104، 105.
(4)
رواه النسائي في القسامة باب تأويل قوله تعالى: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا)، وانظر: جامع الأصول حديث 9370.
(5)
صحيح البخاري اللباس (5827)، صحيح مسلم الإيمان (94)، سنن الترمذي الإيمان (2644)، مسند أحمد (5/ 166).
(6)
رواه البخاري، ج 7، ص 192، ومسلم في كتاب الإيمان 154.