الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصلاة (1)» وقال: «من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر ولا ينزعن يدا من طاعة (2)» . ومن تأمل ما جرى على الإسلام من الفتن الكبار والصغار رآها من إضاعة هذا الأصل، وعدم الصبر على منكر، فطلب إزالته فتولد منه ما هو أكبر منه، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى بمكة أكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها، بل لما فتح الله مكة وصارت دار الإسلام عزم على تغيير البيت ورده على قواعد إبراهيم، ومنعه من ذلك مع قدرته عليه خشية وقوع ما هو أعظم منه من عدم احتمال قريش لذلك، لقرب عهدهم بالإسلام وكونهم حديثي عهد بكفر " (3).
(1) مسند أحمد (3/ 28).
(2)
صحيح مسلم الإمارة (1855)، مسند أحمد (6/ 24)، سنن الدارمي الرقاق (2797).
(3)
إعلام الموقعين (3/ 2).
الخاتمة:
الحمد لله الذي برحمته تنشرح الصدور، وتتيسر الأمور، أحمده سبحانه على ما من به من العون والتيسير في إتمام هذا البحث. وبعد: فقد جاء البحث في فصلين: خصص الأول، لدراسة أحاديث الجماعة من الجانب الحديثي صحة وضعفا، وقد بلغ عدد الصحيح منها ستة عشر حديثا، والحسن ثلاثة أحاديث، أما الضعيف فحديث واحد فقط.
وهذا العدد من الأحاديث الصحيحة يدل على اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بأمر الجماعة ثم فيه دلالة أيضا على اهتمام
صحابته وأهل العلم بهذا الأمر؛ إذ حفظوا تلك الأحاديث ونقلوها لمن بعدهم.
وأما الفصل الثاني، فكان لدراسة الجانب الفقهي لتلك الأحاديث، وقد رأيت من خلال تتبعي لكلام أهل العلم في هذا الجانب أنه لم يكن بأقل اهتماما وعناية من الجانب السابق فقد وفوه حقه من الشرح والبيان لمعاني تلك الأحاديث والاستنباط للأحكام الواردة فيها.
ومن خلال دراستي لفقه أحاديث الجماعة في المباحث السابقة ظهر لي فوائد عظيمة ونتائج مهمة أبرزها ما يلي:
- الجماعة الواردة في تلك الأحاديث تعني أهل المتابعة للكتاب والسنة، وتعني من اجتمعوا على إمام يقودهم بشرع الله.
- الجماعة بمعناها السابق موجودة إلى قيام الساعة.
- لزوم الجماعة واجب والخروج عنها محرم.
- الآثار المترتبة على لزوم الجماعة عظيمة، والآثار المترتبة على الخروج عنها جسيمة، وذلك في الدنيا والآخرة.
- وقوع الظلم والجور من ولاة الأمور لا يسوغ الخروج عن الجماعة.
- إنكار المنكر بضوابطه الشرعية لا ينافي لزوم الجماعة.
هذا وقد اشتمل البحث على نتائج وفوائد أخرى سيقف
عليها القارئ في ثنايا هذا البحث إن شاء الله، وأسأل المولى تبارك وتعالى أن ينفع بهذا البحث ويكتب له القبول، إنه خير مسئول.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.