الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
س: سائلة تقول: ذهبت إلى مكة المكرمة وأديت العمرة وبعد أداء العمرة وخروجي من الحرم أتتني الدورة الشهرية فهل علي من إثم إذا دخلت الحرم؟ أفتوني جزاكم الله خيرا.
الجواب: الزمي بيتك وادعي الله ولا تدخلي المسجد فإنك ممنوعة من دخوله وأنت في العادة الشهرية.
س: ما
حكم من أخذ من لحيته أو حلقها بالكلية
؟ جزاكم الله خيرا.
الجواب: إبقاء اللحية وتوفيرها وعدم التعرض لها سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا ربنا عز وجل أن نقتدي به ونتأسى به في قوله سبحانه وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (1) فنحن مأمورون بالتمسك بالسنة والعمل بها ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان يوفر لحيته وهذا هدي أنبياء الله قبله {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} (2)، ويقول صلى الله عليه وسلم:«خالفوا المجوس، قصوا الشوارب، وأرخوا اللحى (3)» وقال لوفد كسرى لما
(1) سورة الأحزاب الآية 21
(2)
سورة الأنعام الآية 90
(3)
مسلم الطهارة (260)، أحمد (2/ 366).
رآه حالقا لحيته موفرا شاربه «من أمرك بهذا؟ قال: ربي كسرى، قال: بل أمرني ربي أن أقص شاربي وأوفر لحيتي» ، هذا هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وبهذا يعلم أن الأخذ من اللحية أو حلقها مخالف للسنة مصادم لها، فليحذر المسلمون ذلك، وليتأدبوا بآداب سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ففي سنة نبيهم الخير والهدى والصلاح.
وأسوأ من الحلق وأقبح منه من يسخر باللحية وببقائها وينظر إليها شزرا (1) ويراها نقصا وعيبا، فإن هذا يخشى عليه من أن يقع في أمر عظيم؛ لأن من استهزأ بالسنة، فقد استهزأ بصاحبها صلى الله عليه وسلم، ومن سخر بها؛ فقد سخر بصاحبها صلى الله عليه وسلم، وهو صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، وأحسنهم خلقا، صلوات الله وسلامه عليه، والله تعالى يقول في حق المستهزئين:{قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} (2){لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (3)، نعوذ بالله من الخذلان.
(1) والمعنى أنه ينظر إليها نظرة فيها إعراض؛ احتقارا لها. راجع القاموس المحيط مادة (شزر).
(2)
سورة التوبة الآية 65
(3)
سورة التوبة الآية 66
س: يسأل فضيلتكم عن حلق اللحية هل يأثم من حلق لحيته لأنني سمعت من يقول إن السنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها؟
الجواب: حلق اللحية حرام وتوفير اللحية واجب، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:«خالفوا المشركين؛ قصوا الشوارب، وأعفوا اللحى (1)» ، «خالفوا المجوس؛ قصوا الشوارب (2)» وفي رواية «خالفوا المشركين (3)» فالسنة إبقاء اللحية وعدم التعرض لها، وإذا عبر عن الواجب بالسنة فليس معناه أن الفعل والترك مستويان، لا بل حلقها موجب للإثم؛ لأنه مخالف لسنة محمد صلى الله عليه وسلم، بمعنى أنه مخالف لهديه وطريقه؛ لا أن المراد بالسنة هنا ما اصطلح عليه عند المتأخرين بأنه يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه.
(1) مسلم الطهارة (259).
(2)
مسلم الطهارة (260)، أحمد (2/ 366).
(3)
مسلم الطهارة (259).
س: ما حكم كل من تارك الصلاة وحالق اللحية وشارب السجائر والتمباك ومجالس أهل الفسوق؟
الجواب: أولا ترك الصلاة، لا يخلو تاركها إما أن يكون جاحدا لوجوبها منكرا لأصلها، فهذا كافر مرتد عن الإسلام بإجماع الأمة.
وإما أن يتركها تهاونا وكسلا مع اعترافه وإقراره بركنيها، فلا شك أنه على خطر عظيم، وقد جاءت الأحاديث تصفه بالكفر، والله قد أطلق الكفر على تارك الصلاة {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} (1)
(1) سورة التوبة الآية 11
، دل على أن من لم يصل ليس أخا لنا في الدين، وفي قوله تعالى:{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} (1) دليل على أن تاركي الصلاة لا يرفع القتال عنهم.
وقال سبحانه: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} (2){قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} (3){وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ} (4){وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ} (5){وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} (6)، فجعل ترك الصلاة موجبا للدخول في النار نسأل الله العفو والعافية، وفي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم:«العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر (7)» فلا شك أن تاركها يوصف بالكفر، إلا أن جاحد وجوبها مجمع على خروجه من الإسلام، ومن تركها تهاونا بها فإنه يوصف بالكفر، وهو مرتكب إثما عظيما ويخشى عليه أن يلقى الله على غير الإسلام والعياذ بالله.
أما اللحية، فيجب إبقاؤها وإعفاؤها وعدم التعرض لها؛ لأن هذه هي سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، يقول صلى الله عليه وسلم:«خالفوا المجوس؛ قصوا الشوارب، وأرخو اللحى (8)» .
(1) سورة التوبة الآية 5
(2)
سورة المدثر الآية 42
(3)
سورة المدثر الآية 43
(4)
سورة المدثر الآية 44
(5)
سورة المدثر الآية 45
(6)
سورة المدثر الآية 46
(7)
الترمذي الإيمان (2621)، النسائي الصلاة (463)، ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1079)، أحمد (5/ 346).
(8)
مسلم الطهارة (260)، أحمد (2/ 366).
أما الدخان، فإنه محرم؛ لما يشتمل عليه من الضرر، ولما يجلبه من المفاسد؛ ولأن صاحبه يلحق الضرر بنفسه فيجلب عليه أمراضا كثيرة، ويحصل بتعاطيه نقص على الإنسان في نفسه، فالطب الحديث كشف لنا من أضرار التدخين الأمر العظيم الذي لا يبقي شكا عند أي مسلم أن الشريعة محرمة له؛ لأنه ضار لا منفعة فيه، وهو من الخبائث التي أخبر الله عز وجل في كتابه أنه بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بتحريمها:{وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} (1).
ومجالس أهل الفسوق على قسمين: فهناك من يجالسهم ليدعوهم إلى الله عز وجل، ويحاول إنقاذهم وتخليصهم عما هم فيه، لعل الله أن يفتح على قلوبهم ويهديهم على يديه، وهناك من يجالسهم مستسيغا لأفعالهم، لا يغار مما فعلوه من محارم الله عز وجل، ولا يصيبه حزن على ما اقترفوه، وإنما يجاملهم وإن كان يعلم أنهم على باطل. فإن هذا عاص لله ومرتكب خطأ عظيما، نسأل الله لنا ولكم العافية، يقول الله عز وجل في صفة عباده:{وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} (2) ويقول سبحانه: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} (3).
(1) سورة الأعراف الآية 157
(2)
سورة الفرقان الآية 72
(3)
سورة الأنعام الآية 68