الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة:
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، أحمده سبحانه وتعالى وأثني عليه، وأستغفره وأتوب إليه، وأسأله المزيد من فضله وكرمه؛ إنه جواد كريم، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فمن خلال دراستي لهذا الموضوع، أحب أن أقف مع القارئ الكريم على أهم ما توصلت إليه من خلال هذا البحث من نتائج، أشير إلى أبرزها.
أولا: أن القبر ودفن الإنسان بعد موته! مما أكرم الله - جل وعلا - به بني آدم.
ثانيا: أن الصلاة عند القبور لا تجوز على القول الراجح؛ لما يترتب عليها من المفاسد العظيمة؛ من الفتنة بالقبور؛ وتعلق القلوب بها والعكوف عندها؛ مما يكون وسيلة إلى الشرك؛ فصيانة لحمى التوحيد يمنع من ذلك.
ثالثا: أن المصلي إذا قصد بالصلاة عند القبر، أو القبور التبرك بتلك البقعة، وخاصة قبور الأنبياء والصالحين، فقد حاد الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، وخالف دينه وشرعه.
رابعا: أن الصواب: أن كل ما دخل في اسم المقبرة مما حول القبر الواحد أو القبور الكثيرة، لا تجوز الصلاة فيه، على حد سواء.
خامسا: أن المقبرة إذا أزيلت - لمسوغ شرعي وتغير اسمها، صحت الصلاة فيها، على الصحيح من أقوال أهل العلم.
سادسا: لا يجوز بناء المساجد على القبور، وأن المساجد المبنية على القبور، أو المساجد التي فيها قبور، أو قبر، لا تصح الصلاة فيها، على الصحيح.
كما لا يجوز دفن الميت في المسجد، وأن ذلك نوع من اتخاذ القبور مساجد وأنه يجب نبش ما دفن في المسجد وإزالته.
سابعا: أن الصلاة على الجنازة في المقبرة جائزة على الراجح من أقوال أهل العلم.
ثامنا: ذهب عامة الفقهاء رحمهم الله إلى أن الميت إذا دفن قبل الصلاة عليه، فإنه يصلى عليه في قبره؛ تداركا للواجب ووفاء بحق الميت.
تاسعا: أن الراجح جواز الصلاة على القبر، لمن فاتته الصلاة على الجنازة قبل الدفن، بل ذلك مستحب.
عاشرا: اتفق الفقهاء رحمهم الله على أن الميت إذا دفن قبل الصلاة عليه، فإنه لا يخرج من قبره لأجل الصلاة عليه، إذا كان قد تغير.
وأما قبل تغيره فعلى الراجح أنه لا يخرج من قبره، لأجل الصلاة عليه، بل يصلى عليه في قبره.
حادي عشر: أن الصلاة على القبر، ليس لها مدة معينة، لا تصح الصلاة بعده. لكن القبور القديمة لا يصلى عليها بالإجماع؛ لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة أنهم صلوا على قبور قديمة، وأكثر ما روي في ذلك شهر، والله تعالى أعلم.
هذا ما ظهر لي من خلال البحث والدراسة لهذا الموضوع، فما كان صوابا فهو من توفيق الله عز وجل، وما كان من خطأ فمني، وأستغفر الله، وأسال الله تعالى لي وللقارئ الكريم السداد والتوفيق للصواب، وأن يلهمنا الرشد والفلاح، وأن يمن علينا بالفقه في الدين، وأن يرزقنا العمل الصالح الرشيد، وأن يختم أعمالنا بخير، وأن يغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.