الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان في البلد عالم قائم مقامه، وإلا لم يجز له ردها؛ لتعينها عليه " (1).
2 -
وقد يكون مندوبا، إذا سئل عن قضايا متوقعة الحدوث، ولما تحدث بعد، فليس بملزم بالجواب؛ لعدم وجود وقت الحاجة.
3 -
وقد يكون الإفتاء حراما في حق البعض، وهم الذين لم تتوفر فيهم شروط الاجتهاد، أو لم يكونوا على علم دقيق في المسألة مدار السؤال، أو إذا ترتب على قوله - وإن كان وجيها - مفسدة أعظم من مفسدة السكوت، فدرء المفسدة الأعظم متعين.
4 -
وقد يكون مكروها بالنظر إلى الموضوع ذاته، فبعض السائلين قد يسأل عن مسائل بعيدة أو مستحيلة الوقوع، فلا يجارى في تكلفه هذا.
5 -
ويكون مباحا فيما عدا هذه الحالات الأربع.
(1)(شرح منتهى الإرادات)(3/ 458).
المبحث الثاني - أهمية الفتوى في حماية العقيدة:
إن قضايا وسائل المعتقد من أهم المسائل التي يخوض فيها أهل الاجتهاد والفتوى؛ لأن أثرها ينسحب إلى علاقة الإنسان مع ربه وإيمانه بعدد من القضايا الخطيرة، وكل كلمة تخرج من فم فقيه، وكل
حكم يصدره مفت، يصبح منهجا ينتهجه المقلدون، وسلوكا يسلكه السائرون، ليس تقديسا لهذا العالم أو ذاك - فهو في نظرهم غير معصوم - وإنما للعلم الذي يحمله؛ ولما جبل عليه عامة المسلمين من توقير العلماء وتقدير أقوالهم، وطاعة لأمر الحكيم الخبير في قوله المبين {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (1).
فهؤلاء العلماء هم ورثة الأنبياء، وهم الذين بسببهم يهتدي الناس للحق والنور؛ إذا ادلهمت الخطوب، وتنازعتهم الأهواء، وتفرقت بهم السبل، فما أعظم أمانتهم، وما أخطر تأثيرهم!
ومن هنا يتكرر الوعد في القرآن مشددا على هؤلاء النفر أن يتقوا الله في الناس، وأن يجتهدوا في قيادتهم ودلالتهم للحق {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ} (2).
قال الإمام الشوكاني في تفسيره " {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ} (3) قيل: المراد بهذه الآية علماء اليهود؛ لأنهم كتموا ما أنزل الله في التوراة من صفة محمد صلى الله عليه وسلم. والاشتراء هنا: الاستبدال، وقد تقدم تحقيقه، وسماه قليلا؛ لانقطاع مدته، وسوء عاقبته، وهذا السبب وإن كان خاصا
(1) سورة النحل الآية 43
(2)
سورة البقرة الآية 174
(3)
سورة البقرة الآية 174