الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
توطئة
للمذهب الحنفي اصطلاحاته الخاصة، التي ميّزته عن بقية المذاهب الأخرى، فكانت سمة بارزة يلمسها كل من يتصفح كتب المذهب، وقد شملت هذه الاصطلاحات الأعلام والكتب وعلامات الإفتاء.
ففي مجال الأعلام، لا يختصرون اسم العلم أو يرمزون له بحرف كبقية المذاهب، بل يطلقون ألقابا تدل على التعظيم والإكبار، وتبرز المكانة العلمية، أو التجانس الفكري، أو التقارب في درجة الإفتاء، كقولهم:
«الإمام الأعظم، الشيخان، الطرفان، الصاحبان، شيخ الإسلام» .
وأحيانا يبالغون في منح الألقاب لمشايخهم، كقولهم:«فخر الإسلام، شمس الأئمة، علاء الدين، تاج الشريعة» وهذا في تقديري إن دل على شيء، فإنما يدل على توقير العلماء وإنزالهم منازل تليق بمكانتهم العلمية، وأيضا يظهر حبهم لهذا الدين العظيم.
أما اصطلاحاتهم الخاصة بالكتب، فإنها جاءت من تصنيف هذه الكتب حسب صحة روايتها، وربما كان ذلك تأثرا بعلم مصطلح الحديث فيما يتعلق بالتثبت من الرواية، ومن هذه الاصطلاحات:«كتب ظاهر الرواية، النوادر، الواقعات أو الفتاوى» .
ولهم في الإفتاء اصطلاحاتهم الخاصة أيضا، حيث إنهم لا يعتمدون الفتوى إلا إذا وسمت بإحدى علامات الإفتاء التي تدل على مرتبتها من حيث الصحة أو الضعف، وبيان سبب اختيارهم لهذا القول دون غيره،
حيث إن لكل اصطلاح دلالته التي يعرفها أهل المذهب، ومن علامات الإفتاء قولهم:«عليه الفتوى، وبه يفتى، وبه نأخذ، عليه عمل الأمة، عليه عمل اليوم، وهو الصحيح أو الأصح، المختار في زماننا، به جرى العرف» .
ونظرا لما لتلك الألفاظ من أهمية للتمكن من مطالعة كتب المذهب، ومعرفة دلالة تلك الألفاظ، فقد عقدت هذا الفصل لتناولها بالشرح والبيان معززة بالأمثلة ما استطعت، معتمدة على كتب المذهب، كالفوائد البهية للكنوي، ورسائل ابن عابدين، وحواشي الدر المختار، والأشباه والنظائر لابن نجيم، وكتب الفتاوى كالهندية والبزازية وقاضيخان وغيرها.
…