الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
توطئة
إن القراءة في كتب الحنابلة؛ تقودنا إلى أنهم كغيرهم؛ دأبوا على استعمال الرمز في جوانب شتى من مصنفاتهم، فقد اصطلحوا على ألفاظ معينة عند العزو إلى علمائهم، من أجل نسبة القول إلى قائله أمانة في النقل، وهذه نجدها بكثرة في كتب المذهب حتى غدت سمة بارزة له، بعضها تمت الإشارة إليها في مقدمات الكتب، وبعضها الآخر بقي منثورا في بطون هذه المصنفات، ومما رمزوا به إلى علمائهم:(المص، (م. ر)، (م. ص)، (م. خ)، ع، (م. س)، (ع. ن)، غ.
وقد يذكرون العلم بلقبه فقط كقولهم: «غلام الخلال، السعدي، شيخ المذهب، شيخنا، أبو حفص، النجم، تقي الدين، الجوزي، فارض. . .» .
في بعض الكتب جاءت الأقوال منسوبة إلى أحد هذه الرموز؛ دون بيان المراد بالرمز، وهذا يدل على أنها قد شاعت بينهم وتعارفوا عليها.
وكذا الأمر عند العزو إلى الكتاب أيضا، فقد يذكرونه بحروف مختصرة من الكتاب أو حرفين يجمع بين الكاتب والكتاب، وبعضها اشتهر بلفظ معين ومن ذلك:(مط، م. ن)، ر (م. خ)، (م. ص)، ح منتهى، ش، (ص. ش)، ح ش منتهى، (ع. ن)، (ح. ق)، ع) أما الكلمية منها:
(الشرح، الانتصار، الفتاوى، الشافي، عوض، فيروز).
ولإمام الزهد والورع اصطلاحاته التي تدل على الأحكام التكليفية الخمسة، وقد وصلت إلينا عن طريق كبار تلامذته؛ الذين كانت لهم
اصطلاحاتهم في نقل المذهب وحكايته، كقولهم:«نصا، المنصوص عليه، المنصوص عنه، أومأ إليه، أشار إليه، توقف فيه، سكت عنه، دل كلامه عليه، قياس المذهب، الاحتمال، النقل، الاتجاه،. . .» .
وأمانة النقل دعتهم إلى ذكر ما ورد في المذهب من خلاف ميزته بألفاظ تشير إليه كقولهم: «على روايتين، فيه روايات، على وجهين، احتمالات، فيه أقوال، الترجيح مختلف، الحكم كذا،. . .» . وللخلاف أيضا صيغ حرفية يعرف دلالتها فقهاء المذهب مثل: «أو، التصحيح، خ، ش، و، ح، ن، ق، هـ، ت، ر، ي، إن، لو، حتى،. . .» .
ووجود الخلاف في المذهب جعل الحاجة ماسة لتصحيحه وترجيح الأقوال، فظهرت ألفاظ الترجيح والتمريض والتضعيف مثل:«الأصح، الظاهر، المشهور، المذهب، الأولى، الأقوى، الأقيس، ويتوجه، متجه، نصها، أو نصبها، الاتفاق» . ومن ألفاظ التضعيف: «وجيه وقويل غريب، مشكوك فيه، يحتمل كذا، لا عمل فيه، المقدم خلافه، في الجملة» .
هذه جملة من مصطلحات المذهب الحنبلي، جاءت مبثوثة في ثنايا مصادرهم الأصيلة التي لا غنى لنا عنها، لذا كان لزاما علينا الإلمام بمرامي تلك الألفاظ من أجل أن نمهد السبيل، كي ننهل من تراثنا الزاخر، خاصة أن بعض الكتب اعتمدت الرمز في التأليف، بحيث لا يجد القارىء إلا رموزا، أو غالبا ما تكون حروفا مفردة وهو ما يسمى بالفقه المرموز.
لهذا كانت هذه المحاولة اليسيرة لتذليل الصعاب التي قد نواجه المبتدىء عند مطالعته لكتب الفقه.
…