الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تقديم
أ. د. عبد الله بن عبد العزيز المصلح بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله الأول والآخر الظاهر الباطن الفتّاح العليم والصلاة والسلام على الرسول الكريم أول المسلمين وخاتم النبيين:
أما بعد:
فإن التراث الإسلامي الممتد أربعة عشر قرنا، وهو يتطاول ليستمر ما دامت الحياة فوق هذه الأرض، إن هذا التراث يتميز بالوفرة الكثيرة في كل ميدان من ميادين العلم، فإنك لا تجد في ميدان منها إلا ولعلماء المسلمين فيه يد بيضاء وتراث محفوظ، رغم أن منبع علوم المسلمين هما الأصلان اللذان جاءا من عند اللطيف الخبير، وهما الوحي الجلي المتمثل بالقرآن الكريم الذي لا يبلي على كثرة الترداد والوحي الخفي المتمثل بالسنة النبوية العظيمة التي علّمها الله تعالى رسوله بعد أن لم يكن يعلم، وهداه فيها إلى ما فيه خير الإنسانية إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.
وكان مما تفخر به المكتبة الإسلامية العامرة ذلك التراث الفكري العميق الذي يسبر الحياة ويعقد لها القوانين المضيئة في كل عصورها ليوضح لها حكم الله تعالى في كل حادثة من الحوادث ذلك هو ميدان الفقه، والذي
بدأ مع الإسلام في عصره الأول، ولن ينتهي إلا بانتهاء هذه الأرض، فما تزال طائفة من المسلمين ظاهرة على الحق المبين، وقد تمثلت المكتبة الفقهية بكتب المذاهب الأربعة التي اختارها الله تعالى لتكون معالم للأمة عبر القرون والأعصار، تدل وترشد، وتهدي إلى سواء السبيل، وقد كانت كل مدرسة من هذه المدارس الأربع تنطلق من أصول خاصة بها واصطلاحات متميزة عن غيرها لأنها تتابع الزمن في ميدان واحد، وضمن إطار واحد، وكان المطالع لهذه المذاهب قد يصادف مصطلحات عن كل مذهب يختلف المراد منها بين مذهب وآخر، ولما كانت هذه المذاهب وكتبها هي مراجعنا في بيان أحكام الله تعالى، لكونها مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولما كان العصر الذي نعيش فيه عصر الاستفادة من كل المذاهب بحسب المصلحة العامة التي نحرص عليها، ونفتش عنها، كان من الواجب أن يكون بين أيدي الباحثين والدارسين قاموسا جامعا لهذه المصطلحات، حتى لا نقع في الخبط والغلط، فننسب الأمر إلى غير أهله.
ومن أجل هذا جاءت هذه الرسالة لتسقط هذا الواجب عن المسلمين وتجمع مصطلحات المذاهب الفقهية في الأعلام والكتب والآراء والترجيحات لابنتنا الشيخة الفاضلة «مريم محمد صالح الظفيري» .
وقد اختارت اسما جديدا لهذه الرسالة هو «أسرار الفقه المرموز» .
وأنا أنظر إلى هذه الرسالة أرجو أن تكون قد استوعبت كل المصطلحات التي يحتاجها طالب العلم في بحثه ودراسته، فتكون مفتاحا قيّما يفتح مغاليق هذه الكتب المذهبية.
وحيث طلبت مني ابنتنا مريم محمد صالح الظفيري أن أكتب هذه المقدمة لرسالتها قبيل الطبع، فأنا ألبي لها طلبها، وأرى في هذه الرسالة التي هي أول رسالة للماجستير تناقش وتعتمد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية- دبي، تبشاير خير، وعلامة سعد، حيث ستكون معتمد من بعدها من طلبة هذه الكلية، وطلبة غيرها من كليات الوطن العربي، وفي العالم بأسره، لأن مثل هذا الموضوع يحتاجه كل باحث في فقه الإسلام، وعلم المسلمين.
وأنتهز هذه الفرصة لأحث كافة طلبة العلم ليجدوا في ميدان البحوث والدراسات لأن بها تقدم الأمة وحضارتها، وبها تفتح آفاق العلم وميدان الدراسة، ولنبين للعالم بأسره، أننا أمة بحث، وأمة جد واجتهاد، فلم تنهض أمتنا إلا بالعلم، ولن تنهض ثانية إلا بالعلم، كما أهمس في آذان طلبة العلم-أيضا-أن العلم يقتضي العمل، فعليهم أن يعملوا بما علموا. .
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. . . .
وإني في ختام هذه المقدمة وقد علمنا الإسلام أن نقول للمحسن أحسنت أشكر الأستاذ الكريم الفاضل جمعة الماجد الذي يقوم بتعهد كلية الدراسات الإسلامية والعربية ويؤازر كل جهد عملي وعلمي وينفق إنفاقا كريما ويسهر على مسارها ويتتبع خطوات أعمالها بكل دأب وصدق وإخلاص في سبيل العلم ونشره وتعميمه، وأشكر القائمين عليها، وأسأل الله لهم السداد والتوفيق إلى ما فيه خير الأمة جميعا.
وإلى اللقاء في طريق العلم والدعوة إلى الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أ. د. عبد الله بن عبد العزيز المصلح المشرف الأكاديمي على كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي
…