الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 -
قال مالك: «الأمر الذي لا اختلاف فيه عندنا في الدين، أن صاحبه لا يزكيه حتى يقبضه» (1).
4 -
عن مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حنان أنه قال: أخبرني رجل من أشجع أن محمد بن مسلمة الأنصاري كان يأتيهم مصدقا فيقول لرب المال أخرج إليّ صدقة مالك فلا يقود إليه شاة فيها وفاء من حقه إلا قبلها، قال مالك: السنة عندنا والذي أدركت عليه أهل العلم ببلدنا أنه لا يضيق على المسلمين في زكاتهم، وأن يقبل منهم ما دفعوا من أموالهم» (2).
5 -
المسألة الثانية: المراد بقوله الأمر عندنا:
يقول الإمام مالك موضحا قصده من استعمال هذا اللفظ: «وما قلت الأمر عندنا؛ فهو ما عمل الناس به عندنا، وجرت به الأحكام، وعرفه الجاهل والعالم، وكذلك ما قلت فيه ببلدنا» (4).
وهذا يعني الرأي الفقهي المعمول به، والذي جرت عليه الأحكام، وربما تكون هناك آراء أخرى لكنها لا يعمل بها، فإذا قال الأمر عندنا؛ فهذا يدل على الرأي الفقهي الذي اختاره الإمام مالك من بين عدة آراء للصحابة
(1 - 2 - 3) الموطأ للإمام مالك بن أنس، فهرسة وتقديم قسم الدراسات بدار الكتاب العربي، الطبعة الأولى (دار الريان للتراث،1408 هـ/1988 م) ج 1 الصفحات على الترتيب:125،164،168،176،386.
(4)
ترتيب المدارك للقاضي عياض 2/ 74؛ وانظر: نيل الابتهاج ص 296؛ المعيار المعرب للونشريسي 6/ 360؛ إحكام الفصول في أحكام الأصول لأبي الوليد الباجي ص 418.
والتابعين، وأيضا لا يدل قوله السابق على إجماع أهل المدينة، لأنه أن تجري الأحكام برأي فقهي؛ وأن يعرف هذا الأمر الجاهل والعالم؛ لا يعني عدم وجود رأي آخر مخالف ولا يدل على الإجماع.
يقول الدكتور أحمد محمد نور: «الموضوعات التي وردت كلها تحت هذا المصطلح» الأمر عندنا «تشير إلى أنه لا يعني إجماعا لأهل المدينة، أو عملا لهم، إنما يعبر به عن رأيه الذي يستحسنه من مسائل الخلاف من أقوال الصحابة والتابعين» (1).
ويأتي هذا الاصطلاح على لسان مالك بعدة ألفاظ منها:
-كذا الأمر عندنا.
-وهو الأمر عندنا.
-وذلك الذي عليها الأمر عندنا (2).
ومن أمثلة استعمالاته لهذا الاصطلاح:
1 -
ما جاء في ترك البسملة في الصلاة: «عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: قمت وراء أبي بكر وعمر وعثمان فكلهم لم يكن يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إذا افتتحوا الصلاة، قال مالك: وعلى ذلك الأمر عندنا» (3).
2 -
ما جاء في الرجل يورث الأرض نفرا من ولده، ثم يولد لأحد النفر، ثم يهلك الأب فيبيع أحد ولد الميت حقه في تلك الأرض، فإن أخا البائع أحق بشفعته من عمومته شركاء أبيه، قال مالك:
«وهذا الأمر عندنا» (4).
(1) عمل أهل المدينة للدكتور أحمد محمد نور ص 173.
(2)
عمل أهل المدينة للدكتور أحمد محمد نور ص 358.
(3)
المدونة للإمام مالك 1/ 67.
(4)
الموطأ للإمام مالك، كتاب الشفعة، ما تقع فيه الشفعة 2/ 90.