الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تمهيد
من المعلوم أنه لم يكن للإمام أحمد تأليفا مستقلا في الفقه بجميع أبوابه، وإنما هناك رسائل في المناسك والفرائض والصلاة، ولذا فإن مذهبه قد عرف من خلال فتاواه التي نقلها تلامذته، إلا أن هذه الفتاوى قد اشتملت على الكثير من الاصطلاحات، التي تدل على الأحكام التكليفية الخمسة، وسبب ورودها أن الإمام رحمه الله قد بلغ درجة من الورع بحيث يتجنب إطلاق لفظ الحكم على المسألة صراحة وإنما يأتي بلفظ آخر يدل عليه، وألفاظه في فتاواه كثيرة منها:
-هذا حرام.
-لا يصلح.
-ينبغي، لا ينبغي.
-استقبحه، هو قبيح.
-ما أراه، أو لا أراه.
-يعجبني، أعجب إليّ، لا يعجبني.
-أحب إليّ، لا أحبه.
-هذا حسن، لا أستحسنه.
-أخشى، أخاف.
-أكرهه.
-لا بأس به، أرجو أن لا يكون به بأس.
-إن شاء فعل.
-لا يفعل.
-احتياطا. يفعل كذا احتياطا.
-أهون، ذاك أهون، هو أهون.
-أشنع، هذا أشنع، يشنع عند الناس.
-أجبن عنه.
-أتهيبه.
-لا أجترىء عليه.
-لأتوقاه.
-استوحش منه.
-إني أتفزعه، أو أنفزع منه.
-أخير منه.
-أحب السلامة.
-لا يفعل.
-لا يجزىء.
-أشد، هو أشد، ذاك أشد.
-أدون، أيسر.
-لا أقنع.
-أختار.
-ما هو عندنا.
-ما سمعت.
-دعه، دع هذه المسألة.
وقد اعتنى تلامذة أحمد بفسر هذه الاصطلاحات، وبيان دلالتها الحكمية، فمنهم من أفرد لذلك مؤلفا مستقلا، كإمام المذهب في زمانه الحسن بن حامد الحنبلي، في كتابه تهذيب الأجوبة، ومنهم من ذكرها في ثنايا مؤلفاته كابن حمدان، في كتابه صفة الفتوى، وابن تيمية في مسودة آل تيمية، وقد عقد لها المرداوي رسالة مستقلة في نهاية كتابه الإنصاف، استفاد ممن سبقه في بيان دلالة تلك الألفاظ، كما نجد بعض أعلام المذهب الأجلاء قد قاموا ببيانها في مقدمات كتبهم، كابن مفلح في الفروع وغير هؤلاء ممن لم يتيسر لي الوقوف على مؤلفاتهم في هذا الشأن، ولأهمية هذه الاصطلاحات في المذهب سوف أتعرض في هذا المطلب لفسرها حسب ما تمكنت من جمعه منها، وبيان دلالتها الحكمية، معتمدة على الله ثم على آراء أئمة المذهب ومقارنة بينها بما وفقني الله إليه من فهم.
…