الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكذا تقديم المدنيين على المغاربة، إذ منهم الأخوان، ويظهر تقديم المغاربة على العراقيين إذ منهم الشيخان» (1).
رابعا-التشهير عند اختلاف الأئمة المجتهدين:
1 -
إذا كان الشخص أهلا للترجيح بين الأقوال؛ فعليه أن يجتهد ويعمل النظر حسب قواعد المذهب؛ لمعرفة المتقدم من المتأخر؛ فيكون المتأخر ناسخا للمتقدم.
قال ابن الصلاح: قال مالك في اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مخطىء ومصيب فعليك بالاجتهاد. يعني أن للاجتهاد مجالا فيما بين أقوالهم (2).
2 -
إذا لم يكن أهلا للترجيح؛ فعليه أن يلجأ إلى النظر في صفات أصحاب الأقوال المتعارضة، فيأخذ الأكثر والأورع والأعلم.
3 -
الترجيح بين الأقوال لمعنى خاص في أحدهما كأن يكون أرفق بالناس وأوفق ومراعاة للعادة والعرف.
يقول ابن فرحون ول «اللخمي ونظرائهم اختيارات وتصحيح لبعض الروايات والأقوال؛ عدلوا فيها عن المشهور، وجرى باختيارهم عمل
(1) حاشية العدوي على شرح الخرشي 1/ 49.
(2)
كشف النقاب الحاجب لابن فرحون ص 70.
(3)
تبصرة الحكام لابن فرحون 1/ 112؛ كشف النقاب الحاجب ص 70.
الحكام والفتيا لما اقتضته المصلحة وجرى به العرف» (1).
ويقول: «كل قول كان معناه أرجح فذلك أولى أن يفتى به» (2).
4 -
ترجيح أحد القولين المتعارضين؛ إذا وافق مذهبا آخر معمولا بهذا القول عندهم.
يقول ابن فرحون: «ومن وجوه الترجيح بين الأقوال المطلقة أنه إذا كان قول منهما يوافق مذهب أبي حنيفة المعمول به عندهم؛ فهو أولى من القول الآخر» (3).
5 -
وإذا لم يستطع المرء أن يعمل بوجوه الترجيح السابقة، عليه أن يلزم قول أحد علماء المالكية، «ومن لم يكن فيه محل لاختيار القول فله في اختيار المتعصبين من أصحابنا من نقادهم مقنع» (4)، وذلك إذا تساوى المشهرون في الرتبة أما إذا لم يتساو المشهرون أخذ بقول أعلاهم. ولا يحل للمرء أن يتخير من الأقوال بناء على التشهي، والهوى، وإنما التخير مقيد بما سبق ذكره من قواعد الترجيح.
…
(1 - 2 - 3) كشف النقاب الحاجب لابن فرحون ص 66،67،71.
(4)
كشف النقاب الحاجب لابن فرحون ص 71؛ وانظر: حاشية الدسوقي وتقريرات الشيخ عليش 1/ 23.
(5)
فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك للشيخ عليش، الطبعة الأولى (مصر: المطبعة الكبرى الميرية،1300 هـ)،1/ 46.