الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
توطئة
تواضع فقهاء المالكية على اصطلاحات في الأعلام والكتب والترجيحات وعلامات التشهير.
فقد ميزوا علماءهم برموز خاصة ميلا منهم إلى الاختصار، حيث يرمزون لاسم العالم بحرف أو أكثر؛ مشتقة من اسمه أو لقبه، ومن هذه الاصطلاحات:«ع، ق، ش، ص، غ، ك، س، هـ، ع، ج» .
وبالإضافة إلى تلك الحروف المفردة فإن هناك حروفا غير مفردة تدل على أسماء معينة مثل: «مق، تت، طخ، صر، بب، عج، خش، شب، جس، مس، بن، ره» .
ونظرا لاتساع رقعة انتشار المذهب ظهرت اصطلاحات المنسوبين إلى الأمصار كقولهم: «المدنيون، المصريون، العراقيون، المغاربة، الصقليان» .
وهناك اصطلاحات أخرى كتميز فئة من العلماء على غيرهم: كالفقهاء السبعة والجمهور، أو لاشتراكهم في صفة تجمع بينهم أو عمل: كالأخوان، والقرينان، والقاضيان. أو ألقاب تدل على مكانتهم العلمية: كالأستاذ، والإمام، والشيخان، والشيخ.
وتميز اسم محمد بين علمائهم، فإذا قالوا محمد مطلقا فهم يعرفون من يعنون وأيضا المحمدان، والمحمدون.
والمالكية كغيرهم أيضا قسموا أعلامهم إلى طبقات، منهم المتقدمون والمتأخرون، وقد اعتمدت غالب كتب المذهب بذكر اصطلاحات العلماء بدلا من أسمائهم، ويظهر ذلك جليا في شرح الزرقاني، وحاشية المدني، وبلغة السالك، وشرح الأمير وحاشيته والتوضيح لخليل بن إسحاق وحاشية العدوي، وزروق، وحاشية البناني، وحاشية الدسوقي، وغيرها.
لم يقتصر المالكية على اختصار أسماء الأعلام، واستعمال الرمز بدلا من الأسماء، بل رمزوا لأهم كتبهم برموز حرفية وأخرى كلمية ومن الرموز الحرفية المختصرة من اسم الكتاب:«المص، حش، ضيح، ك، مج» ، أما الرموز الكلمية كقولهم:«الأمهات، والموازية، والعتبية، والواضحة، والمختلطة، والمبسوط والمجموعة» .
كما حظيت المذاهب والآراء الاجتهادية بنصيب وافر من هذه الاصطلاحات فمن يقرأ مختصر خليل يلحظ في تضاعيفه رموزا قصد بها معنى محددا، لا يمكن فهم العبارة إلا بمعرفة ما تشير إليه تلك الألفاظ، فمنها ما كان حرفا مثل:«لو، إن» وغالبا ما يذيّل العبارة بواحدة من تلك الألفاظ كقوله: «تأويلان، اختير، الأرجح، تردد، أقوال، خلاف، صحح، استحسن، الأظهر» .
هذه الألفاظ وما يشتق منها تناولها المالكية بالشرح والبيان: كالحطاب والشيخ عليش والرجراجي وغير هؤلاء.
وهناك اصطلاحات قياسية: «كالتخريج، والاستقراء، والإجراء» لها دلالتها عند المالكية، وللإمام مالك رحمه الله اصطلاحاته الخاصة بالترجيح فيما يتعلق بعمل أهل المدينة كقوله:«الأمر المجتمع عليه عندنا، الأمر عندنا، عليه أدركت الناس، ليس عليه العمل» ، هذه ومرادفاتها نثرها الإمام في الموطأ والمدونة وأفردها الدكتور أحمد نور سيف برسالة جامعية أوفت بالغرض وبينت المراد منها وقد أفدنا منها كثيرا وسأعود إليها حين أستعرض مصطلحات المالكية.
ولعلامات التشهير أيضا ألفاظ خاصة من أجل اعتماد الفتوى والأخذ
بها حسب ما لديهم من مرجحات ومن هذه العلامات: «المتفق عليه، المشهور، الراجح، الأصح، الظاهر، المذهب، المعروف، الأولى، الأشبه. . .» .
وقد تناولها ابن فرحون بالشرح حيث كشف النقاب، وبين ما حجب من معناها، حين تعقب كتاب مختصر ابن الحاجب الفقهي.
وسأطوّف وإياكم في هذا الفصل بين أرجاء مصطلحات المذهب المالكي وذلك في أربعة مباحث.
…