الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلام "رسالة تنزيه سيد الأنبياء عن أقوال الأغبياء" في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
-:
يقول صاحبها فيها:
والجواب:
أولًا: صاحب الرسالة يشير بقوله: «إنهم سفن النجاة» إلى:
1 -
حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي مَثَلُ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ)
(1)
.
2 -
حديث أبي سعد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إِنَّمَا مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي مَثَلُ سَفِينَةِ نُوحٍ، مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ. إِنَّمَا مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مَثَلُ بَابِ حِطَّةٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، مَنْ دَخَلَ غُفِرَ لَهُ)
(2)
.
ثانيًا: هذان الحديثان لا يثبتان عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبيان ذلك كالتالي:
1 -
الحديث الأول رواه الحاكم في "المستدرك" من طريق مفضّل بن صالح الكوفي إلى أبي ذر رضي الله عنه، وصححه
(3)
. وتعقبه الذهبي بقوله: «مفضّل: واه»
(4)
.
بل نقل الذهبي في ترجمته في "ميزان الاعتدال" عن البخاري وغيره قولهم: «منكر الحديث»
(5)
.
(1)
المعجم الأوسط للطبراني (5/ 355)، رقم (5536)، والمستدرك للحاكم، كتاب التفسير، تفسير سورة هود (2/ 373)، رقم (3312). وقال الألباني:«ضعيف» . ضعيف الجامع الصغير وزيادته للألباني (ص:758)، رقم (5247).
(2)
المعجم الأوسط للطبراني (6/ 85)، رقم (5870)، والمعجم الصغير له (2/ 84)، رقم (825). وقال الهيثمي:«فيه جماعة لم أعرفهم» . مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي (9/ 168)، رقم (14981).
(3)
قال الحاكم عقب روايته للحديث: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» . المستدرك للحاكم (2/ 373)، رقم (3312).
(4)
أخرجه الحاكم في مستدركه في موضعين، والتخريج السابق للموضع الأول منهما، وكذلك قول الحاكم فيه:"على شرط مسلم" قاله في الموضع الأول، وتعقبه الذهبي في هذا الموضع بقوله:«مفضل خرج له الترمذي فقط، ضعفوه» . نفس المصدر السابق.
وأما الموضع الثاني الذي ذكره فيه الحاكم ففي: كتاب معرفة الصحابة رضي الله عنهم، ومن مناقب أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم (3/ 163)، رقم (4720). وسكت عنه في الموضع، وقال عنه الذهبي في هذا الموضع:«مفضل بن صالح واه» .
(5)
ميزان الاعتدال للذهبي (4/ 167)، ترجمة: مفضل بن صالح، رقم الترجمة (8728).
وهذا الجرح عند البخاري يعني: أنه لا يحل الرواية عنه.
ثم أورد له الذهبي في مناكيره هذا الحديث، ونقل عن ابن عدي الحافظ أنه قال:«أنكر ما رأيت له -أي: لمفضل هذا- حديث الحسن بن علي، وسائره أرجو أن يكون مستقيمًا» . وتعقبه الذهبي بقوله: «قلت: وحديث سفينة نوح أنكر وأنكر»
(1)
.
2 -
الحديث الثاني رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وهو في "المعجم الكبير" له أيضًا من أربع طرق
(2)
. وكلها لا تخلو من متروك، وبيان ذلك كالتالي:
أ- في الطريق الأولى والثالثة والرابعة: الحسن بن أبي جعفر، وهو متروك عند العلماء.
إضافة إلى أنه في الطريق الأولى راوٍ ضعيف، وهو: علي بن زيد بن جدعان.
ب- في الطريق الثانية: عبد الله بن داهر الرازي، وهو متروك كذلك.
وبهذا يتبيَّن: أن الحديث ضعيف جدًا، حتى قال ابن تيمية عنه:«فهذا لا يُعرف له إسناد لا صحيح ولا هو في شيء من كتب الحديث التي يُعتمد عليها»
(3)
.
اللهم إنا نُشهِدُك أنا نُحب آل بيت نبيك الصالحين، ونُكرمهم ونُجلهم، ونُوالي كل من والاهم من المؤمنين، ونتبرأ من طريقة الروافض الغالين، وطريقة النواصب العادين.
والحمد لله رب العالمين.
(1)
نفس المصدر السابق.
(2)
وهذه الطرق الأربع في المعجم الكبير للطبراني كالتالي:
الطريق الأول في: (3/ 45)، رقم (2636).
الطريق الثاني في: (3/ 45)، رقم (2637).
الطريق الثالث في: (3/ 46)، رقم (2638)
الطريق الرابع في: (12/ 34)، رقم (12388).
(3)
منهاج السنة النبوية لابن تيمية (7/ 395). وانظر كذلك: مع الاثني عشرية في الأصول والفروع للدكتور/ علي السالوس (ص:198 - 200).