الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الفائز بنصر الله)
أَبُو الْقَاسِم، عِيسَى بن الظافر إِسْمَاعِيل بن الْحَافِظ [عبد الْمجِيد ابْن الْأَمِير مُحَمَّد بن الْمُسْتَنْصر معد بن الظَّاهِر عَليّ بن الْحَاكِم] مَنْصُور بن الْعَزِيز نزار بن الْمعز معد بن الْمَنْصُور بن الْقَائِم بن الْمهْدي، العبيدي الفاطمي، الْعَاشِر من خلفاء مصر من بني عبيد، وَالثَّالِث عشر من آبَائِهِ الَّذين تخلفوا بالمغرب.
بُويِعَ بالخلافة بعد قتل أَبِيه الظافر، وَهُوَ أَنه: لما تحقق النَّاس فقد أَبِيه دخل الْوَزير عَبَّاس وَأَخذه من الْحَرِيم، وَحمله على كتفه، وَأخرجه إِلَى النَّاس قبل رفع أَعْمَامه المقتولين - الَّذين قَتلهمْ الْوَزير [عَبَّاس] حَسْبَمَا تقدم ذكره - فَرَأى الصَّبِي الْقَتْلَى؛ فَفَزعَ واضطرب.
ودام بِهِ ذَلِك الْفَزع، إِلَى أَن مَاتَ بعد مُدَّة سِنِين.
وَلما أخرجه [عَبَّاس] الْوَزير إِلَى النَّاس بَايعُوهُ بالخلافة، ولقبوه بالفائز، وَله خمس سِنِين من الْعُمر، ووزر لَهُ الْعَبَّاس.
كل ذَلِك والفائز مائل على كتف الْوَزير من الرجفة وَهُوَ يَصِيح.
وَلما تمّ أمره فِي الْخلَافَة، وَتحقّق النَّاس قتل الْوَزير [عَبَّاس الْمَذْكُور] للخليفة الظافر أخذُوا فِي التَّدْبِير عَلَيْهِ.
وَأرْسلت النِّسَاء يستغيثون بطلائع بن رزيك وَكَانَ يَوْم ذَاك مُتَوَلِّي منية ابْن خصيب؛ فَجمع طلائع عساكره وَقصد عباسا.
وَبلغ الْعَبَّاس ذَلِك؛ فَجمع مَا قدر عَلَيْهِ من الْجَوَاهِر وَالْأَمْوَال وهرب نَحْو الشَّام؛ فَخرج عَلَيْهِ الفرنج فِي طَرِيقه وأسروه وَأخذُوا جَمِيع مَا كَانَ مَعَه.
وَتَوَلَّى طلائع بن رزيك وزارة مصر، ولقب بِالْملكِ الصَّالح - وَهُوَ صَاحب الْجَامِع خَارج بَابي زويلة -.
وَلما اسْتَقل طلائع بالوزارة أرسل؛ فبذل للفرنج مَالا عَظِيما، وَأخذ عباسا مِنْهُم، وَقَتله وصلبه على بَاب الْقصر.
وَفِي أَيَّام الفائز [هَذَا] فِي سنة إثنتين وَخمسين وخمسائة كَانَت بِالشَّام زلازل عَظِيمَة خربَتْ قصورا كَثِيرَة ومدنا وقلاعا وَقتلت عَالما كثيرا.
ثمَّ مَاتَ الفائز [هَذَا] فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر شهر رَجَب سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة، وَهُوَ ابْن عشر سِنِين أَو نَحْوهَا.
وَبَايَعُوا بعده العاضد لدين الله عبد الله بن يُوسُف ابْن الْحَافِظ، وَهُوَ آخر الْخُلَفَاء الفاطميين بِمصْر - حَسْبَمَا يَأْتِي ذكره، [إِن شَاءَ الله تَعَالَى]-.