الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الظَّاهِر لإعزاز دين الله)
أَبُو هَاشم، عَليّ بن الْحَاكِم بِأَمْر الله مَنْصُور بن [الْعَزِيز نزار بن الْمعز معد] . العبيدي. المغربي الأَصْل، الْمصْرِيّ الفاطمي، الرَّابِع من خلفاء بني عبيد بِمصْر.
بُويِعَ بالخلافة بعد قتل أَبِيه الْحَاكِم فِي شَوَّال سنة إِحْدَى عشرَة وَأَرْبَعمِائَة، وَله من الْعُمر سِتَّة عشر سنة وَثَمَانِية أشهر وَخَمْسَة أَيَّام.
وَقَامَت عمته سِتّ الْملك بتدبير ملكه أحسن قيام، وبذلت الْأَمْوَال فِي الْجند وساست النَّاس أحسن سياسة.
ثمَّ مَاتَت؛ فاقتفى الظَّاهِر [هَذَا] طريقتها؛ فحسنت سيرته.
وَكَانَ فِيهِ عدل وكرم وشجاعة.
وَوَقع فِي أَيَّامه أُمُور لصِغَر سنه وَضعف بدنه.
وطمع النَّاس فِي أَطْرَاف بِلَاده، وتغلب صَاحب الرملة حسان بن المفرج البدوي على أَكثر بِلَاد الشَّام، وتضعضعت دولة الظَّاهِر. وَمن يَوْمئِذٍ أَخذ أَمر الْخُلَفَاء الفاطميين فِي انحطاط.
وَكَانَ وزيره نجيب الدولة عَليّ بن أَحْمد الجرجرائي جيد التَّدْبِير.
وَفِي أَيَّام الظَّاهِر حضر إِلَى مَكَّة رجل أعجمي وَمَعَهُ جمَاعَة عَظِيمَة كَأَنَّهُمْ يحجون، فَلَمَّا دخلُوا الْبَيْت الْحَرَام، اقتلعوا الْحجر الْأسود من مَكَانَهُ وكسروه، فَأمْسك الْجَمِيع، وَرُبمَا قتل بَعضهم. وطببوا الْحجر الْأسود، وأعادوه إِلَى مَكَانَهُ.
[ثمَّ] توفّي الظَّاهِر بعد ذَلِك بِمدَّة [فِي] يَوْم الْأَحَد النّصْف من شعْبَان سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة؛ فَكَانَت ولَايَته على مصر سِتَّة عشر سنة وَتِسْعَة أشهر. وتخلف بعده ابْنه [الْمُسْتَنْصر أَبُو تَمِيم معد] .