الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الْعَزِيز بِاللَّه)
أَبُو مَنْصُور، نزار بن الْمعز معد. أَمِير الْمُؤمنِينَ، الفاطمي، العبيدي، ثَانِي خلفاء مصر من بني عبيد، وخامسهم مِمَّن أجداده المغاربة.
بُويِعَ بالخلافة بعد موت أَبِيه الْمعز فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وثلثمائة.
ومولده بالمهدية من القيروان سنة أَربع وَأَرْبَعين، وَقيل: سنة إثنتين وَأَرْبَعين وثلثمائة.
وَتمّ أمره فِي الْخلَافَة. وَكَانَ الْقَائِم بتدبير ملكه جَوْهَر الْخَادِم الْمُقدم ذكره.
وَكَانَ الْعَزِيز كَرِيمًا، أديبا، شجاعا، عادلا فِي الرّعية.
وَهُوَ أحسن خلفاء بني عبيد سيرة، غير أَنه كَانَ يمِيل إِلَى النُّجُوم، وَولى رجلا نَصْرَانِيّا يُقَال لَهُ:[ابْن] نسطورس وزارة مصر، وَولى [رجلا] يَهُودِيّا يُقَال لَهُ: منشا وزارة الشَّام؛ فاستطالت النَّصَارَى وَالْيَهُود بهما.
فَأخذ الْمُسلمُونَ شخصا من ورق ملصق على صُورَة إمرأة، وَعمِلُوا فِي يَدهَا قصَّة مَكْتُوبَة، فِيهَا: بِالَّذِي أعز الْيَهُود بمنشا، وأعز النَّصَارَى بنسطورس
وأذل الْمُسلمين بك أَلا رحمت الْمُسلمين. ونصبوها لَهُ على الطَّرِيق؛ فَلَمَّا رَآهَا طلبَهَا؛ فأحضروها إِلَيْهِ وَقَرَأَ الْقِصَّة؛ فَعظم ذَلِك عَلَيْهِ. ثمَّ أمسك نسطورس ومنشا وصادرهما، وَأخذ مِنْهُمَا أَمْوَالًا عَظِيمَة، ثمَّ صلبهما.
[وَكَانَ يَدعِي علم النجامة؛ فَكتب لَهُ بعض الشُّعَرَاء] :
( [بالظلم والجور] قد رَضِينَا
…
وَلَيْسَ بالْكفْر والحماقة)
(إِن كنت أَعْطَيْت علم غيب
…
فَقل لنا كَاتب البطاقة)
وهجاه بَعضهم بالقدح فِي نسبه، وَكَتَبُوا [لَهُ] ذَلِك [فِي ورقة ووضعوها على الْمِنْبَر] ؛ فَلَمَّا صعد الْعَزِيز [يَوْم الْجُمُعَة الْمِنْبَر وجدهَا وفيهَا] :
(إِنَّا سمعنَا نسبا مُنْكرا
…
يُتْلَى على الْمِنْبَر فِي الْجَامِع)
(إِن كنت فِيمَا تَدعِي صَادِقا
…
فاذكر أَبَا بعد الْأَب السَّابِع)
(وَإِن ترد تَحْقِيق مَا قلته
…
فانسب لنا نَفسك كالطائع)
(أَو لَا دع الْأَنْسَاب مستورة
…
وادخل بِنَا فِي النّسَب الْوَاسِع)
(فَإِن أَنْسَاب بني هَاشم
…
يقصر عَنْهَا طمع الطامع)
وَتُوفِّي الْعَزِيز فِي شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وثلثمائة.
وَكَانَت خِلَافَته إِحْدَى وَعشْرين سنة وَخَمْسَة أشهر وأياما. وتخلف بعده ابْنه [الْحَاكِم مَنْصُور] .