الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الْحَافِظ لدين الله)
أَبُو الميمون عبد الْمجِيد ابْن الْأَمِير أبي الْقَاسِم مُحَمَّد ابْن الْخَلِيفَة الْمُسْتَنْصر بِاللَّه معد ابْن الْخَلِيفَة الظَّاهِر لإعزاز دين الله عَليّ بن الْحَاكِم بن الْعَزِيز بن الْمعز بن الْمَنْصُور بن الْقَائِم بن الْمهْدي. العبيدي الفاطمي، الثَّامِن من خلفاء مصر من بني عبيد، وَالْحَادِي عشر مِنْهُم مِمَّن ولي من آبَائِهِ بِبِلَاد الغرب، وهم ثَلَاثَة: الْمهْدي، والقائم، والمنصور.
بُويِعَ [الْحَافِظ] بالخلافة بعد قتل الْآمِر، ولقب الْحَافِظ لدين الله، ووزر لَهُ أَبُو عَليّ أَحْمد بن الْأَفْضَل، ولقب أَمِير الجيوش.
وَكَانَ قبل ولَايَة الْحَافِظ هَذَا اضْطَرَبَتْ أَحْوَال الديار المصرية؛ لِأَن الْآمِر مَاتَ وَلم يخلف ولدا ذكرا، وَترك [إمرأة] حَامِلا؛ فعدلوا إِلَى الْحَافِظ هَذَا، وَانْقطع النَّسْل من الْآمِر - وَقد ذكرنَا أَمر الْحَافِظ [هَذَا مستوفاة] فِي [تاريخنا] :((النُّجُوم الزاهرة [فِي مُلُوك مصر والقاهرة)) ]-.
ثمَّ وَقع لِلْحَافِظِ هَذَا أُمُور، وَكَانَ كثير الْمَرَض بالقولنج، فَعمل لَهُ شرماه الْحَكِيم الديلمي طبل القولنج الَّذِي وجد فِي خزائنهم لما ملك) صَلَاح الدّين يُوسُف مصر [من بعدهمْ] .
وَكَانَ هَذَا الطبل ركب من الْمَعَادِن السَّبْعَة [وَالْكَوَاكِب السَّبْعَة] فِي أَشْرَافهَا، وكل وَاحِد من السَّبْعَة فِي وقته.
وَكَانَ من خَاصَّة هَذَا الطبل إِذا ضرب بِهِ أحد خرج مِنْهُ ريح [من مخرجه] ؛ [ولهذه الخاصية] كَانَ ينفع من القولنج.
فَلَمَّا وجد فِي الخزائن ضرب بِهِ بعض الأكراد الأجلاف؛ فَخرج مِنْهُ ريح؛ فَغَضب وكسره من حنقه.
وَنَدم صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب عَلَيْهِ غَايَة النَّدَم.
وَفِي أَيَّام الْحَافِظ بهدلت الْخلَافَة حَتَّى لم يبْق [لَهُ] من الحكم لَا قَلِيل وَلَا كثير.
وَفِي أَيَّامه طلع بِدِمَشْق سَحَاب أسود أظلم مِنْهُ الجو، وهبت ريح عَاصِفَة قلعت شَجرا وهدمت أَمَاكِن كَثِيرَة، ثمَّ أمْطرت مَطَرا عَظِيما زَادَت مِنْهُ الْأَنْهَار، وكادت دمشق تغرق.
ودام الْحَافِظ فِي الْخلَافَة، إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
وَكَانَت خِلَافَته تسع عشرَة سنة وَسَبْعَة أشهر.
وَتَوَلَّى [الْخلَافَة من] بعده أَصْغَر أَوْلَاده [الظافر بِاللَّه، أَبُو مَنْصُور إِسْمَاعِيل] .