الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(النَّاصِر لدين الله)
[أَبُو الْعَبَّاس] ، أَحْمد بن المستضئ حسن بن المستنجد يُوسُف. العباسي، الْهَاشِمِي، الْبَغْدَادِيّ، أَمِير الْمُؤمنِينَ.
بُويِعَ بالخلافة بعد موت أَبِيه المستضئ فِي أول ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة.
[ومولده فِي يَوْم الأثنين عَاشر شهر رَجَب سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة] .
وَأمه أم ولد تركية.
قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين: وَكَانَ أَبيض اللَّوْن، تركي الْوَجْه، مليح الْعَينَيْنِ، أنور الْجَبْهَة، أقنى الْأنف، خَفِيف العارضين، أشقر اللِّحْيَة، رَقِيق المحاسن.
كَانَ نقش خَاتمه: رجائي من الله عَفوه.
وَلم يل الْخلَافَة من بني الْعَبَّاس قبله أطول مُدَّة مِنْهُ، إِلَّا مَا سَنذكرُهُ من خلفاء بني عبيد الْمُسْتَنْصر معد. إنتهى.
وَفِي أَيَّام النَّاصِر لدين الله [هَذَا] ظَهرت الفتوة بَغْدَاد، وَرمي البندق، وَلعب الْحمام، وتفنن النَّاس فِي ذَلِك، وَدخل فِيهِ الأجلاء ثمَّ الْمُلُوك؛ فألبسوا الْملك الْعَادِل صَاحب [مصر] ثمَّ أَوْلَاده سَرَاوِيل الفتوة، ولبسه أَيْضا الْملك شهَاب الدّين صَاحب غزنة والهند من الْخَلِيفَة النَّاصِر لدين [الله] هَذَا.
ولبسه جمَاعَة أخر من الْمُلُوك. وَأما لعب الْحمام، فَخرج فِيهِ [عَن] الْحَد.
يحْكى عَنهُ أَنه: لما دخلت التتار الْبِلَاد، وملكوا من وَرَاء النَّهر إِلَى الْعرَاق، وَقتلُوا تِلْكَ المقتلة الْعَظِيمَة من الْمُسلمين، الَّذِي مَا نكب الْمُسلمُونَ بأعظم مِنْهَا، دخل عَلَيْهِ الْوَزير فَقَالَ لَهُ: يَا مَوْلَانَا أَمِير الْمُؤمنِينَ {إِن التتر قد ملكت الْبِلَاد وَقتلت الْمُسلمين. فَقَالَ لَهُ النَّاصِر [لدين الله] : دَعْنِي، أَنا فِي شَيْء أهم من ذَلِك؛ طيرتي البلقاء لي ثَلَاثَة أَيَّام مَا رَأَيْتهَا} !
قلت: وَفِي هَذِه الْحِكَايَة كِفَايَة - إِن صحت عَنهُ -.
وَكَانَت وَفَاته فِي [سلخ] شهر رَمَضَان سنة إثنتين وَعشْرين وسِتمِائَة.
وَكَانَت خِلَافَته سبعا وَأَرْبَعين سنة.
وتخلف بعده ابْنه [الظَّاهِر] .