الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الراشد بِاللَّه
أَبُو جَعْفَر مَنْصُور [ابْن الْخَلِيفَة المسترشد بِاللَّه أبي مَنْصُور الْفضل] ابْن الْخَلِيفَة المستظهر بِاللَّه أَحْمد. العباسي، الْهَاشِمِي، الْبَغْدَادِيّ.
بُويِعَ بالخلافة بعد قتل أَبِيه فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة.
ومولده فِي سنة إثنتين وَخَمْسمِائة.
وَأمه أم ولد حبشية.
وَيُقَال: إِن الراشد هَذَا ولد مسدودا؛ فأحضر أَبوهُ المسترشد [الْأَطِبَّاء] ؛ فأشاروا أَن يفتح لَهُ مخرج بِآلَة من ذهب؛ فَفعل ذَلِك؛ فنفع.
وَحكى عَن الراشد هَذَا أَيْضا: أَن وَالِده أعْطى لَهُ عدَّة جوَار وعمره أقل من تسع سنوات، وأمرهن أَن يلاعبنه. وَكَانَت فِيهِنَّ جَارِيَة حبشية؛ فَحملت من الراشد. فَلَمَّا ظهر الْحمل وَبلغ المسترشد أنكرهُ؛ الصغر سنه، وسألها؛ فَقَالَت: وَالله مَا تقدم إِلَيّ غَيره وَأَنه احْتَلَمَ؛ فَسَأَلَ المسترشد بَاقِي الْجَوَارِي؛ فَقُلْنَ كَذَلِك.
وَوضعت الْجَارِيَة صَبيا، وسمى: أَمِير الْجَيْش.
وَقيل لِأَبِيهِ المسترشد: إِن صبيان تهَامَة يحتلمون لتسْع سِنِين، وَكَذَلِكَ نِسَاءَهُمْ. إنتهى.
وَلم تطل خلَافَة الراشد؛ فَإِنَّهُ خرج بعد خِلَافَته بِمدَّة إِلَى الْموصل لقِتَال مَسْعُود بن مُحَمَّد شاه بن ملكشاه السلجوقي وَغَيره؛ فَلَمَّا قاربهم خذله أَصْحَابه؛ فَقبض السُّلْطَان مَسْعُود عَلَيْهِ، وخلعه من الْخلَافَة فِي يَوْم الأثنين ثامن عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
وَقَالَ صَدَقَة الْحداد الْحَنْبَلِيّ فِي تَارِيخه: إِن الْوَزير أَبَا الْقَاسِم بن طراد صدر محضرا على الراشد فِيهِ أَنْوَاع من الْكَبَائِر ارتكبها الراشد من: الْفسق والفجور، وَنِكَاح أُمَّهَات أَوْلَاد أَبِيه، وَأخذ أَمْوَال النَّاس، وَسَفك الدِّمَاء؛ وَأَنه فعل أَشْيَاء لَا [يجوز أَن] يكون مَعهَا إِمَامًا على الْمُسلمين؛ فتوقف الشُّهُود؛ فهددهم ابْن طراد وَقَالَ: علمْتُم صِحَة هَذَا؛ فَمَا الْمَانِع من إِقَامَة الشَّهَادَة؟ ! فَشَهِدُوا.
وَكَانَ السُّلْطَان مَسْعُود قد جمع الْقُضَاة وَالشُّهُود والأعيان وَأخرج [لَهُم] نُسْخَة يَمِين كَانَت بَينه وَبَين الراشد أَخذهَا عَلَيْهِ بِخَطِّهِ، فِيهَا: مَتى حشدت أَو حَارَبت أَو جذبت سَيْفا فِي وَجه مَسْعُود؛ فقد خلعت نَفسِي من هَذَا الْأَمر. وفيهَا خطوط الْقُضَاة وَالشُّهُود [بذلك] ؛ فَحكم الْقُضَاة حِينَئِذٍ بخلعه؛ فَخلع وولوا المقتفي مُحَمَّد بن المستظهر عَم الراشد هَذَا.
وَحبس الراشد، إِلَى أَن مَاتَ قَتِيلا فِي محبسه فِي شهر رَمَضَان سنة إثنتين وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
وَقيل: [إِن] الَّذين قَتَلُوهُ كَانُوا جمَاعَة من الخراسانية كَانُوا بخدمته؛ فَوَثَبُوا عَلَيْهِ وقتلوه بدسيسة من مَسْعُود.