الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(المتقي بِاللَّه)
أَبُو إِسْحَاق، إِبْرَاهِيم بن المقتدر بِاللَّه جَعْفَر، الْهَاشِمِي، العباسي، الْبَغْدَادِيّ، أَمِير الْمُؤمنِينَ.
بُويِعَ بالخلافة لما مَاتَ أَخُوهُ الراضي.
وَأمه أم ولد تسمى: خلوب.
وَلما تخلف المتقي كَانَت فِي أَيَّامه حروب وَفتن وزلازل أَقَامَت تعاود النَّاس سِتَّة أشهر حَتَّى خربَتْ الْبِلَاد.
وَفِي أَيَّامه أرسل ملك الرّوم يطْلب مِنْهُ منديلا زعم أَن الْمَسِيح مسح بِهِ وَجهه؛ فَصَارَت صُورَة وَجهه فِيهِ - وَكَانَ هَذَا المنديل فِي كَنِيسَة الرها -.
وَأرْسل ملك الرّوم يَقُول للمتقي: إِن أرْسلت إِلَيّ هَذَا المنديل أطلقت لَك عشرَة آلَاف أَسِير من الْمُسلمين.
فأحضر المتقي الْفُقَهَاء واستفتاهم؛ فَقَالُوا: أرسل هَذَا المنديل؛ فَفعل وَأطلق الأسراء.
وَأما الحروب الَّتِي كَانَت فِي أَيَّامه فكثيرة، [وَكَانَ] بَينه وَبَين توزون التركي [خطوب وحروب] يطول شرحها.
وَآخر الْحَال أَنه لما كَانَ رَابِع الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وثلثمائة توجه المتقي من الرقة إِلَى جِهَة بَغْدَاد، وَكَانَ خرج مِنْهَا فِي حَرْب كَانَ بَينه وَبَين توزون وَغَيره؛ فَنزل المتقي بهيت وَبعث القَاضِي أَبَا الْحسن الْخرقِيّ إِلَى توزون وَابْن شيرزاد؛ فَأَعَادَ الْأَيْمَان عَلَيْهِمَا.
وَخرج توزون وتقدمه [ابْن شيرزاد] ، فَالْتَقَيَا بالمتقي بَين الأنبار وهيت.
وَقَالَ المَسْعُودِيّ: لما التقى توزون بالمتقي ترجل وَقبل الأَرْض؛ فَأمره المتقي بالركوب؛ فَلم يفعل، وَمَشى بَين يَدَيْهِ إِلَى المخيم الَّذِي ضربه.
فَلَمَّا نزل المتقي قبض عَلَيْهِ توزون وعَلى ابْن مقلة وَمن مَعَه، ثمَّ كحل توزون المتقي؛ فصاح المتقي وَصَاح النِّسَاء؛ فَأمر توزون بِضَرْب الدبادب حول المخيم سَاعَة، ثمَّ أَدخل المتقي بَغْدَاد مسمول الْعَينَيْنِ، وَقد أَخذ مِنْهُ الْخَاتم والبردة والقضيب.
وَبلغ القاهر - الَّذِي كَانَ خلع من الْخلَافَة وسمل - فَقَالَ: صرنا إثنين ونحتاج إِلَى ثَالِث - يعرض بالمستكفي الَّذِي نَصبه توزون بالْأَمْس فِي الْخلَافَة؛
[فَكَانَ كَمَا قَالَ - على مَا سَيَأْتِي ذكره - ثمَّ أحضر توزون عبد الله بن المكتفي وَبَايَعَهُ بالخلافة] ولقبه بالمستكفي بِاللَّه.
وَكَانَت [خلَافَة المتقي] نَحْو أَربع سِنِين. وعاش بعد خلعه وسمله خمْسا وَعشْرين سنة.
وَالْعجب أَن توزون لما فعل بالمتقي مَا فعل لم يحل عَلَيْهِ الْحول وَمَات من سنته.