الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(المستكفي بِاللَّه)
أَبُو الْقَاسِم، عبد الله بن المكتفي بِاللَّه عَليّ بن المعتضد أَحْمد. العباسي، الْهَاشِمِي، الْبَغْدَادِيّ، أَمِير الْمُؤمنِينَ.
بُويِعَ بالخلافة بَعْدَمَا كحل المتقي فِي عشْرين صفر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وثلثمائة، وعمره إِحْدَى وَأَرْبَعُونَ سنة.
قَالَ ثَابت: أحضر توزون عبد الله بن المكتفي وَبَايَعَهُ بالخلافة، ولقبه: المستكفي بِاللَّه. إنتهى.
قلت: أم المستكفي أم ولد تسمى: فضَّة.
وَفِي أَيَّامه استولى معز الدولة أَحْمد بن بويه على الأهواز وَالْبَصْرَة وواسط؛ فَخرج إِلَيْهِ توزون؛ فَكَانَ بَينهمَا حروب [يطول شرحها] ، دَامَت أشهرا، ثمَّ مَاتَ [توزون] بالصرع فِي السّنة.
وَفِي أَيَّامه كَانَ بَين الأخشيد صَاحب مصر [وَبَين] سيف الدولة صَاحب حلب حروب، وَملك الأخشيد حلب مِنْهُ، ثمَّ اصطلحا، وَتزَوج سيف الدولة ببنت أخي الأخشيد.
وَفِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلثمائة لقب المستكفي نَفسه: ((إِمَام الْحق)) ، وَدخل معز الدولة أَحْمد بن بويه بَغْدَاد - وَهُوَ أول من ملكهَا من الديلم بِإِذن المستكفي غصبا عَلَيْهِ - ودام أشهرا.
ثمَّ وَقعت الوحشة بَينه وَبَين المستكفي فِي جُمَادَى الْآخِرَة [من] سنة أَربع وَثَلَاثِينَ الْمَذْكُورَة، وَدخل معز الدولة بحواشيه على الْخَلِيفَة المستكفي؛ فَوقف وَالنَّاس وقُوف على مَرَاتِبهمْ؛ فَتقدم إثنان من الديلم فطلبا من الْخَلِيفَة الرزق؛ فَمد الْخَلِيفَة يَده إِلَيْهِمَا - ظنا مِنْهُ أَنَّهُمَا يُريدَان تقبيلها - فجذباه من السرير وطرحاه إِلَى الأَرْض، وجراه بعمامته. وهجم الديلم دَار الْخلَافَة إِلَى الْحرم، ونهبوا، وقبضوا على القهرمانة وخواص الْخَلِيفَة.
وَمضى معز الدولة إِلَى منزله، وَسَاقُوا المستكفي مَاشِيا إِلَيْهِ. وَلم يبْق فِي دَار الْخلَافَة شئ.
وخلع المستكفي، ثمَّ سلمت يَوْمئِذٍ عَيناهُ، فَصَارَ ثَالِث خَليفَة قد سمل - كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ القاهر المسمول أَولا حَسْبَمَا تقدم -.
فَكَانَت خلَافَة المستكفي سنة وَأَرْبَعَة أشهر ويومين.
وَتُوفِّي بعد ذَلِك فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ، وعمره سِتا وَأَرْبَعُونَ سنة.
ثمَّ أحضر معز الدولة أَبَا الْقَاسِم الْفضل بن المقتدر [جَعْفَر] وَبَايَعُوهُ بالخلافة، ولقبوه:[الْمُطِيع بِاللَّه] .