الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(عبد الله بن الزبير بن الْعَوام رضي الله عنه
-)
بُويِعَ بالخلافة لما بلغه خلع مُعَاوِيَة بن يزِيد بن مُعَاوِيَة بِمَكَّة وَأَرْض الْحجاز.
وَقد اسْتَقر مَرْوَان بن الحكم خَليفَة بِأَرْض الشَّام، وَتمّ أمره.
وَبلغ مَرْوَان بن الحكم خلَافَة عبد الله هَذَا؛ فَلم يُوَافقهُ على ذَلِك.
وَاسْتمرّ الْخَلِيفَة بالحجاز وَالْعراق عبد الله بن الزبير، وبالشام ومصر مَرْوَان؛ [فَلم تطل أَيَّام مَرْوَان] وَمَات بعد أشهر - حَسْبَمَا يَأْتِي ذكره -.
وتخلف [من] بعده ابْنه عبد الْملك بن مَرْوَان، وَوَقع بَينه وَبَين عبد الله إِبْنِ الزبير وأخيه مُصعب بن الزبير حروب وخطوب يطول شرحها.
ودام ذَلِك بَينهم سِنِين، إِلَى أَن قتل عبد الْملك مُصعب بن الزبير مُتَوَلِّي الْعرَاق فِي وقْعَة كَانَت بَينهمَا فِي سنة إثنين وَسبعين من الْهِجْرَة.
وَقتل مَعَ مُصعب ابْنه عِيسَى، وَإِبْرَاهِيم بن الأشتر، وَمُسلم بن عَمْرو الْبَاهِلِيّ.
وَكَانَ الَّذِي طعن مُصعب زَائِدَة الثَّقَفِيّ وَقَالَ: يَا ثأرات الْمُخْتَار؛ لِأَن مصعبا كَانَ [قد] قتل مُخْتَار الْكذَّاب بالعراق. وَكَانَ مُصعب رجلا جوادا، مليح الصُّورَة.
ثمَّ ندب عبد الْملك الْحجَّاج بن يُوسُف الثَّقَفِيّ لقِتَال عبد الله بن الزبير [بعد أَن ولاه الْعرَاق] ؛ فَسَار الْحجَّاج بعسكره إِلَى الْحجاز، وَقَاتل عبد الله بن الزبير وحصره بحرم مَكَّة، وَنصب على الْكَعْبَة المنجنيق، وَرمى بِهِ على الْبَيْت الْعَتِيق حَتَّى هدم مِنْهُ جانبا.
ودام الْقِتَال بَينهمَا أشهرا، إِلَى قتل أَصْحَاب عبد الله بن الزبير، ثمَّ أُصِيب فِي جُمَادَى الأول من سنة ثَلَاث وَسبعين؛ فَأَخذه الْحجَّاج وصلبه أشهرا، وطوف بِرَأْسِهِ، وَقتل مَعَه عبد الله بن صَفْوَان بن أُميَّة الجُمَحِي الْمَكِّيّ - وَكَانَ من الأسخياء -. وَأصَاب المنجنيق عبد الله بن مُطِيع بن الْأسود الْعَدوي - وَكَانَ ولي الْكُوفَة لعبد لله بن الزبير حَتَّى غلب عَلَيْهَا الْمُخْتَار - وَقتل مَعَه [أَيْضا] عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن عبيد الله التَّمِيمِي الصَّحَابِيّ.
قلت: وَعبد الله بن الزبير قرشي أسدي، وَهُوَ أول مَوْلُود ولد فِي الْإِسْلَام بِالْمَدِينَةِ من الْمُهَاجِرين - وَقد تقدم ذَلِك فِي أول هَذَا الْكتاب - وَله صُحْبَة وَرِوَايَة عَن النَّبِي -[صلى الله عليه وسلم]-[وَعَن أَبِيه وَأبي بكر وَعمر وَعُثْمَان. وَهُوَ بن عمَّة رَسُول الله -[صلى الله عليه وسلم]-] وحواريه.
وَيُقَال فِي حَقه: إِنَّه كَانَ فَارس الْخُلَفَاء.
قَالَ الذَّهَبِيّ: قَالَ يُوسُف بن الْمَاجشون عَن الثِّقَة بِسَنَدِهِ قَالَ: قسم ابْن الزبير الدَّهْر [على] ثَلَاث لَيَال؛ فليلة: هُوَ قَائِم حَتَّى الصَّباح، وَلَيْلَة هُوَ رَاكِع حَتَّى الصَّباح، وَلَيْلَة هُوَ ساجد حَتَّى الصَّباح.
وروى أَيْضا عَن طَرِيق آخر: أَنه ركع يَوْمًا [رَكْعَة] ؛ فَقَرَأَ بالبقرة وَآل عمرَان وَالنِّسَاء والمائدة، وَمَا رفع رَأسه. إنتهى.