الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الطائع لله)
أَبُو بكر، عبد الْكَرِيم بن الْمُطِيع [الْفضل] . الْهَاشِمِي، العباسي، أَمِير الْمُؤمنِينَ.
بُويِعَ بالخلافة لما خلع أَبوهُ الْمُطِيع نَفسه فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ، واستخلف فِي حَيَاة وَالِده.
وَأمه أم ولد تسمى: عتب.
كَانَ [مَرْبُوع الْقَامَة] ، كَبِير الْأنف، أَبيض أشقر.
وَقَالَ أَبُو الْفرج بن الْجَوْزِيّ: وَلما ولي الطائع الْخلَافَة ركب وَعَلِيهِ الْبردَة وَمَعَهُ الْجَيْش، وَبَين يَدَيْهِ سبكتكين الْحَاجِب، وَعقد لَهُ اللِّوَاء.
وَقَالَ غَيره: وَفِي أَيَّام الطائع - فِي سنة خمس وَسبعين وثلثمائة - خرج طَائِر من [الْبَحْر بعمان]- ولونه أَبيض - بِقدر الْفِيل؛ فَقعدَ على تل هُنَاكَ وَصَاح بِصَوْت فصيح: قد قرب الْأَمر - ثَلَاث مَرَّات - ثمَّ غاص فِي الْبَحْر، ثمَّ طلع فِي الْيَوْم الثَّانِي وَقَالَ مثل ذَلِك، ثمَّ طلع فِي الْيَوْم الثَّالِث وَقَالَ مثل ذَلِك، ثمَّ غَابَ فَلم يطلع. إنتهى.
وَاسْتمرّ الطائع فِي الْخلَافَة إِلَى سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وثلثمائة. فَلَمَّا كَانَ [فِي] شعْبَان من السّنة خلع [الطائع] من الْخلَافَة، وَسَببه: أَن أَبَا الْحسن [بن] الْمعلم كَانَ من خَواص بهاء الدولة بن بويه؛ فحبسه الطائع؛ فجَاء بهاء الدولة إِلَى الْخَلِيفَة - وَقد جلس [الْخَلِيفَة الطائع] فِي الرواق مُتَقَلِّدًا سَيْفا - فَلَمَّا قرب بهاء الدولة قبل الأَرْض، وَجلسَ على كرْسِي على عَادَته. فَلَمَّا تمّ جُلُوسه تقدم رجال من أَصْحَاب بهاء الدولة؛ فجذبوا الطائع بحمائل سَيْفه من سَرِيره، وتكاثر عَلَيْهِ الديلم؛ فلفوه فِي كسَاء، وَحمل فِي زبزب، وأصعد إِلَى دَار المملكة - أَعنِي دَار بهاء الدولة -. وشاش الْبَلَد، وَظن أَكثر الْجند أَن الْقَبْض [على بهاء الدولة] ؛ فوقعوا فِي النهب، وشلح من حضر من الْأَشْرَاف والعدول.
وَقبض على الرئيس [عَليّ] بن عبد الْعَزِيز [بن] حَاجِب النُّعْمَان فِي جمَاعَة وصودروا. ثمَّ رَجَعَ بهاء الدولة إِلَى دَاره وَأظْهر أَمر الْقَادِر بِاللَّه، وَأَنه الْخَلِيفَة، وَنُودِيَ لَهُ فِي الْأَسْوَاق.
وَكتب عَن الطائع كتابا بخلع نَفسه، وَأَنه سلم الْأَمر إِلَى الْقَادِر بِاللَّه. وَشهد عَلَيْهِ الأكابر والأشراف. وعاش الطائع بعد ذَلِك، إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وثلثمائة.
وَكَانَت خِلَافَته نَحْو ثَمَانِي عشرَة سنة.