الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الظَّاهِر بِأَمْر الله)
أَبُو نصر، مُحَمَّد بن النَّاصِر لدين الله أَحْمد. العباسي، [الْهَاشِمِي] ، أَمِير الْمُؤمنِينَ.
بُويِعَ بالخلافة بعد موت أَبِيه النَّاصِر [لدين الله] فِي سنة إثنتين وَعشْرين وسِتمِائَة.
ومولده فِي الْمحرم سنة سبعين وَخَمْسمِائة.
وَأمه أم ولد.
وَكَانَ جميل الصُّورَة، أَبيض مشربا بحمرة، حُلْو الشَّمَائِل، شَدِيد الْقُوَّة. أفضت الْخلَافَة إِلَيْهِ وَله إثنتان وَخَمْسُونَ سنة إِلَّا شهرا؛ فَقيل لَهُ: أَلا تتفسح؟ ! ؛ فَقَالَ: قد فَاتَ الزَّرْع؛ فَقيل لَهُ: يُبَارك الله فِي عمرك؛ فَقَالَ: من فتح دكانا بعد الْعَصْر إيش يكْسب؟ ؛ فَكَانَ كَذَلِك.
وَمَات بعد مُدَّة يسيرَة فِي ثَالِث عشر رَجَب [من] سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة. وَكَانَت خِلَافَته تِسْعَة أشهر وَنصفا. واستخلف بعده وَلَده الْمُسْتَنْصر.
وَكَانَ الظَّاهِر خيرا عادلا، قطع الظلامات والمكوس. وَكَانَ كَرِيمًا كثير الصَّدقَات. قيل: إِنَّه تصدق فِي لَيْلَة الْعِيد بِمِائَة ألف دِينَار.
وَلما ولي الْخلَافَة ولى الشَّيْخ عماد الدّين بن الشَّيْخ عبد الْقَادِر الجيلي الْحَنْبَلِيّ الْقَضَاء؛ فَمَا قبل عماد الدّين إِلَّا بِشَرْط أَنه يُورث ذَوي الْأَرْحَام؛ فَقَالَ لَهُ الْخَلِيفَة: أعْط كل ذِي حق حَقه، وَاتَّقِ الله وَلَا تتق سواهُ.
فَكَلمهُ القَاضِي أَيْضا فِي الأوراق الَّتِي ترفع إِلَى الْخَلِيفَة؛ وَهُوَ: أَن حراس الدروب كَانَت ترفع إِلَى الْخَلِيفَة فِي صَبِيحَة كل يَوْم مَا يكون عِنْدهم من أَحْوَال النَّاس الصَّالِحَة والطالحة؛ فَأمر الظَّاهِر بتبطيل ذَلِك، وَقَالَ: أَي فَائِدَة فِي كشف أَحْوَال النَّاس؟ فَقيل لَهُ: إِن تركت ذَلِك تفْسد الرّعية؛ فَقَالَ: نَحن ندعوا لَهُم بالإصلاح، ثمَّ أعْطى القَاضِي [الْمَذْكُور] عشرَة آلَاف دِينَار؛ لوفاء دُيُون من فِي السجون من الْفُقَرَاء.