الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(القاهر بِاللَّه)
أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن المعتضد أَحْمد بن ولي الْعَهْد [الْمُوفق طَلْحَة] ابْن المتَوَكل جَعْفَر. العباسي، الْهَاشِمِي، أَمِير الْمُؤمنِينَ.
وَأمه أم ولد مغربية تسمى: فنون.
بُويِعَ بالخلافة بعد أَن قبض على أَخِيه المقتدر [جَعْفَر] وعَلى أمه وخالته، وأخرجوا إِلَى دَار مؤنس.
وَكَانَ القاهر هَذَا مَحْبُوسًا؛ فوصل فِي الثُّلُث الْأَخير من لَيْلَة الْخَامِس عشر من محرم سنة سبع عشرَة وثلثمائة.
وَبَايَعَهُ مؤنس والأمراء، ولقبوه بالقاهر [بِاللَّه] .
وَاسْتقر أَبُو عَليّ بن مقلة وزيره، وَاسْتقر الْخَادِم نازوك فِي الحجوبية والشرطة. ونهبت دَار الْخلَافَة وبغداد، فنهب لأم المقتدر - فِيمَا نهب للنَّاس - سِتّمائَة ألف دِينَار.
ثمَّ أشهد المقتدر على نَفسه بِالْخلْعِ فِي يَوْم السبت، وَجلسَ القاهر فِي يَوْم الْأَحَد.
وَكتب الْوَزير عَنهُ إِلَى الأقطار، وَعمل الموكب يَوْم الأثنين؛ فامتلأت دهاليز الدَّار بالعسكر يطْلبُونَ رزق الْبيعَة - أَعنِي النَّفَقَة - ورزق سنة أَيْضا.
وَلم يَأْتِ مؤنس يَوْمئِذٍ إِلَى دَار الْخلَافَة خوفًا من الْفِتْنَة؛ فارتفعت أصوات الرجالة، ثمَّ هجموا على نازوك - وَهُوَ بدار الْخلَافَة - فَقَتَلُوهُ، وصاحوا:[يَا مقتدر] ، يَا مَنْصُور؛ فتهارب من دَار الْخلَافَة الْوَزير والحجاب، ثمَّ صَارُوا إِلَى دَار مؤنس يطْلبُونَ المقتدر ليردوه إِلَى الْخلَافَة. وأغلق خدم المقتدر دَار الْخلَافَة؛ فَأَرَادَ أَبُو [الهيجاء بن] حمدَان الْخُرُوج؛ فَتعلق بِهِ الْخَلِيفَة القاهر وَقَالَ: تسلمني وَتخرج؛ فداخلته الحمية وَرجع مَعَه؛ فَقتل بعد أُمُور، وحز رَأسه.
ثمَّ أخرج المقتدر، وَحضر إِلَى دَار الْخلَافَة وَجلسَ بمجلسه، فَأتوهُ بأَخيه مُحَمَّد القاهر هَذَا، وأجلس بَين يَدَيْهِ؛ فاستدناه المقتدر وَقبل جَبينه وَقَالَ لَهُ: يَا أخي أَنْت وَالله لَا ذَنْب لَك. والقاهر يبكي وَيَقُول: الله الله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي نَفسِي؛ فَقَالَ المقتدر: وَالله لَا جرى عَلَيْك مني سوء أبدا؛ فطب نفسا [وقر عينا] .
(وطيف بِرَأْس [أبي] ) الهيجاء وَرَأس نازوك بِبَغْدَاد.
وَنُودِيَ: هَذَا جَزَاء من عصى مَوْلَاهُ وَكفر نعْمَته؛ فسكن النَّاس.
وَأقَام القاهر عِنْد أَخِيه المقتدر مبجلا مُحْتَرما، إِلَى أَن أُعِيد إِلَى الْخلَافَة بعد موت [أَخِيه][المقتدر - حَسْبَمَا يَأْتِي ذكره، إِن شَاءَ الله تَعَالَى -] .