الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الظافر بِاللَّه)
أَبُو مَنْصُور، إِسْمَاعِيل بن الْحَافِظ لدين الله عبد الْمجِيد ابْن الْأَمِير مُحَمَّد ابْن الْخَلِيفَة الْمُسْتَنْصر بِاللَّه معد بن الظَّاهِر بن الْحَاكِم بن الْعَزِيز بن الْمعز. العبيدي الفاطمي، التَّاسِع من خلفاء مصر من بني عبيد - مَا عدا الثَّلَاثَة الَّذين ولوا بِبِلَاد الغرب -.
بُويِعَ الظافر بالخلافة بعد موت أَبِيه الْحَافِظ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة، وَهُوَ ابْن سبع عشرَة سنة وأشهرا.
وَفِي أَيَّامه أَيْضا أضطربت أَحْوَال الديار المصرية؛ لميله إِلَى اللَّهْو والطرب، وَوَقع لَهُ أُمُور فِي خِلَافَته.
وَكَانَ الظافر يهوى نصر ابْن وزيره الْعَبَّاس وينادمه، وَينزل إِلَيْهِ الظافر خُفْيَة وينام عِنْده؛ فَتكلم النَّاس بذلك؛ وَبلغ الْعَبَّاس [ذَلِك] ؛ فوبخ إبنه نصر بِمَا سَمعه من الْكَلَام.
فَلَمَّا نزل إِلَيْهِ الْخَلِيفَة [الظافر] فِي بعض اللَّيَالِي على عَادَته وَمَعَهُ خَادِم وَاحِد [وَشرب] ونام؛ فَقَامَ نصر الْمَذْكُور إِلَيْهِ وَقَتله، وَرمى بِهِ فِي بِئْر، وَعرف أَبَاهُ الْوَزير بذلك.
فَلَمَّا أصبح الْوَزير [عَبَّاس] توجه إِلَى بَاب الْقصر كَأَنَّهُ لم يعلم بِمَا وَقع، وَطلب الْخَلِيفَة الظافر على الْعَادة؛ لأجل الموكب؛ فَقَالَ لَهُ خَادِم الْقصر: ابْنك نصر يعرف أَيْن هُوَ! . فَقَالَ الْوَزير: مَا لإبني [بِهِ] علم.
ثمَّ أحضر الْعَبَّاس أَخَوَيْنِ للظافر وَابْن أَخِيه وقتلهم صبرا بَين يَدَيْهِ.
ثمَّ أحضر الْوَزير الْعَبَّاس أَعْيَان الدولة، وَقَالَ لَهُم: إِن الظافر ركب البارحة فِي مركب؛ فَانْقَلَبت بِهِ فغرق. وَقَامَ وَدخل الْحَرِيم وَأخرج عِيسَى بن الظافر، وَبَايَعَهُ بالخلافة، ولقبه بالفائز.
وتفرق النَّاس عَن الْوَزير [الْعَبَّاس] ؛ لما عرفُوا أَمر الظافر؛ وطلبوا بِدَم الْخَلِيفَة [الظافر] .
وَوَقع لعباس [الْوَزير] الْمَذْكُور أُمُور حَتَّى قتل هُوَ وَابْنه.
وَقد استوعبنا ذَلِك [كُله] فِي [كتَابنَا]((النُّجُوم الزاهرة)) .
والظافر هَذَا هُوَ صَاحب الْجَامِع الظافري، الْمَعْرُوف الْآن بِجَامِع الفاكهيين دَاخل الْقَاهِرَة.
وَكَانَت خِلَافَته أَربع سِنِين وَسَبْعَة أشهر وَسَبْعَة أَيَّام.
وتخلف بعده ابْنه [الفائز عِيسَى - حَسْبَمَا تقدم ذكره -] .